للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المماليك. - وتوفّى الأمير أرنبغا اليونسى الناصرى، الذى قرّر فى تقدمة ألف. - وتوفّى جانى بك الوالى، الزردكاش الكبير، وكان من مماليك يشبك الجكمى؛ فلما مات أخلع السلطان على نوكار من بابا، الحاجب الثانى، وقرّر فى الزردكاشية البكبرى، عوضا عن جانى بك الوالى؛ وقرّر فى الحجوبية الثانية سمام الحسنى.

وقد قرّر السلطان جماعة كثيرة من الأشرفية البرسبيهية فى عدّة وظائف سنيّة، وقرّر منهم جماعة كثيرة رءوس نوب، حتى بلغ عدّتهم فى هذه الأيام فوق الخمسة وعشرين أميرا رأس نوبة؛ وقرّر عدّة دوادارية فوق العشرة، وعدّة سقاة وبوّابين؛ وفرّق عليهم الإقطاعات على غالب المماليك الأشرفية، وقبض على جماعة كثيرة من المماليك الظاهرية، ونفى منهم أعيانهم إلى البلاد الشامية، ونفى منهم جماعة إلى الوجة القبلى نحو قوص؛ فاستقامت أموره فى السلطنة، وثبتت قواعد دولته، واستمرّ فى السلطنة إلى أن مات على فراشه، كما سيأتى ذكر ذلك فى موضعه.

وفى ربيع الآخر، قدم الأمير جانم الأشرفى، الذى كان أمير آخور كبير ونفى إلى صفد؛ وحضر جانى بك قلق سيز الأشرفى، الذى كان نفى إلى طرابلس، فحضر من غير إذن، فأنعم عليه السلطان بإمرة عشرة. - وفيه حملت نفقات الأمراء إليهم على جارى العادة. - وفيه رسم السلطان بتوسيط شخص من مماليك القاضى عبد الباسط، يقال له بلبان، فوسّطه ومعه اثنين (١) من أصحابه، وسبب ذلك أنهم كانوا يحضرون عندهم بنات الخطأ، فإذا [باتوا عندهم يقتلونهم، ويأخذون ما عليهم] (٢) من القماش، ففعلوا ذلك غير ما مرّة حتى غمز عليهم، فأشهروهم فى القاهرة وقدّامهم أقفاص فيها عظام الأموات، التى كانوا يقتلونها من النساء، وكان لهم يوم مشهود. - وفيه قرّر فى قضاء الشافعية بحلب، القاضى تاج الدين عبد الوهاب، وصرف عنها الزهرى. - وفيه عقد السلطان لولده المقرّ الشهابى أحمد، على بنت الأمير دولات باى الدوادار.


(١) اثنين: اثنان.
(٢) باتوا … يقتلونهم … ما عليهم: كذا فى الأصل.