للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قرّر طوغان السيفى آقبردى المنقار، فى نيابة الكرك، عوضا عن أينال اليشبكى، وقد استعفى منها.

وفيه حضر أبو الخير النحاس من طرسوس على حين غفلة، فلما مثل بين يدى السلطان، أنكر حضوره وقال له: «من أحضرك؟» قال: «ما جئت إلاّ بمرسومك»، فأنكر السلطان ذلك، وأمر بسجنه فى البرج [الذى بالقلعة، فأرسل الخليفة حمزة يشفع فيه، فما قبل منه ذلك، ثم بعد أيام طلبه من البرج] [١]، فأمر بضربه بين يديه، ثم أمر بإخراجه وهو فى الحديد إلى الصبيبة، وكان حقيقا أرسل خلفه، فلما تحقّقوا أعداؤه ذلك أقلبوا السلطان عليه قبل أن يحضر، فتغيّر خاطر السلطان عليه وأعاده إلى النفى، وكان القائم فى ذلك يوسف ناظر الخاص، وآخرون [٢] من المباشرين. - وفيه كان وفاء النيل المبارك، ونزل سيدى عثمان بن السلطان، وفتح السدّ على العادة.

وفى شعبان، حضر قاصد ملك الحبشة، صاحب الجبرت [٣]، وكان مسلما. - وفيه توفّى الشيخ محب الدين الزنكلونى الشافعى، وكان من أعيان نواب الشافعية. - وفيه تغيّر خاطر السلطان على أبى عبيد الله البيدمرى المغربى التونسى المالكى، وعقد بسببه مجلسا بين يديه، وأمر بسجنه فى المقشرة فسجن، ثم أمر بنفيه إلى تونس فنفى، وكان الظاهر جقمق: «الدعوى عنده لمن سبق، لا لمن صدق».

وفى رمضان، بعث للسلطان بنزع كسوة الكعبة الشريفة، التى كانت داخل البيت الشريف، وكان شاه روخ بعثها كما تقدّم، فأمر بنزعها وأرسل كسوة غيرها، وهى باقية إلى الآن. - وفيه توفّى الشيخ صدر الدين بن روق، وهو محمد بن محمد بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن السكندرى الشافعى، وكان من أعيان الشافعية، وكان أحد نوّاب الشافعية. - وفيه رسم السلطان بنفى الشيخ تقى الدين الحضنى، فلما خرج إلى خانقاة سرياقوس، شفع فيه فعاد.


(٥ - ٦) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ٢٤٦ آ.
(٩) وآخرون: وآخرين.
(١٢) الجبرت: فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٨٠ ب: الجيوت.