للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النصارى من الرقيق، وقد بلغه أن النصارى يشترون الإماء المسلمات فيستخدموهم (١)، فشقّ ذلك على السلطان. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة الملك الكامل صاحب حصن كيفا، وهو خليل بن أحمد بن سليمان بن غازى بن محمد بن بكر بن توران شاه الكردى، وكان من خيار ملوك الشرق، وكان وقع بينه وبين ابنه (٢) لأجل الملك، فقتله ابنه على ما قيل.

وفى ربيع الآخر، قرّر فى أمرية الينبع معرى بن هجار، عوضا عن عمّه صقر. - وفيه قرّر على بن الوجيه فى نظر الجيش بحلب، عوضا عن محب الدين بن الشحنة. - وفيه توفّى ألطنبغا اللّفاف، أحد المقدّمين كان، وأصله من مماليك الظاهر برقوق، وكان قد استعفى قبل موته من التقدمة، وكان قد جاوز الثمانين من العمر.

وفى جمادى الأولى، قرّر محب الدين بن الأشقر فى كتابة السرّ، عوضا عن كمال الدين بن البارزى بحكم وفاته، وكان فى هذه المدّة يتكلّم فيها بغير تقرير. - وفيه خرجت تجريدة إلى البحيرة، وباش العسكر خشقدم حاجب الحجّاب.

وفى جمادى الآخرة، توقّف النيل فى أوائل الزيادة، [فاضطربت أحوال الناس، ثم زاد واستمرّ فى زيادة] (٣) حتى أوفى (٤) ولله الحمد. - وفيه انتهت عمارة مدرسة زين الدين الأستادار، التى فى الحبانية، وهى مطلّة على بركة الفيل، وخطب بها فى الشهر المذكور، وقرّر بها حضورا وصوفة، وجعل الشيخ سيف الدين الحنفى شيخ الحضور بها.

وفى رجب، تغيّر خاطر السلطان على القاضى ولى الدين البساطى المالكى، ورسم بحمله إلى المقشرة، فلما تحقّق ذلك، قال: «قد عزلت نفسى من القضاء»، ثم رضى عليه السلطان فى يومه، وأعاده إلى القضاء وأخلع [عليه] (٥). - وفيه


(١) فيستخدموهم: كذا فى الأصل.
(٢) ابنه: أبيه.
(٣) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ٢٤٥ ب.
(٤) أوفى: أوفا.
(٥) [عليه]: تنقص فى الأصل.