من المقرّبين، وكان فى تلك السنة قرّر فى أمرية الحاج فى الركب الأول؛ فلما مات قرّر فى الركب الأول قانم التاجر المؤيدى.
وفى رمضان، انتهت عمارة جامع زين الدين الأستادار الذى ببولاق وخطب به، وكان يوما مشهودا. - وفيه طلب السفطى إلى بيت قاضى القضاة الحنبلى، وادّعى عليه بسبب وقف الطيبرسية، فعمل المصلحة فى ذلك بألفى دينار (١) لجهة الوقف. - وفيه توفّى بالقدس الأمير تغرى برمش الفقيه المؤيدى، الذى كان نائب القلعة، وكان عالما فاضلا حتى عدّ من علماء الحديث، وأجازه الحافظ ابن حجر، وكان له نظم جيّد، فمن ذلك قوله فى شخص اسمه شقير، وأجاد:
تفّاح خدّى شقير أبدا … له عذار زهىّ وأزهر
قد بان منه النوى فأضحى … زهرى لون بخدّ مشعر
وهذه نادرة من تركى. - وفيه كان ختم البخارى بالقلعة، وكان ختما حافلا، وأخلع على القضاة، وفرّقت الصّرر على الفقهاء. - وفيه صرف الشيخ جلال الدين ابن الأمانة، عن قراءة الحديث، وقرّر فيه ابن المجبر، وفى هذه الواقعة يقول الحافظ شهاب الدين بن حجر:
دعاوى صالح كثرت فسادا … ومن سمع الحديث بذا يخبّر
ولولا أنه خشى انكسارا … لما طلب الإعانة بالمجبّر
فأجاب شمس الدين النواجى عن ذلك بقوله:
لحاك الله من حجر دعانا … لحرب وهو فى الهيجا مقصّر
فسوف ترى انكسارك عن قريب … ولا تلقى لكسرك من مجبّر
وكان استناب ابن المجبّر فى قراءة البخارى عوضا عنه. - وفيه توفّى صرغتمش القلمطاوى، أحد أمراء العشروات؛ فلما مات أنعم بأمريته على مملوكه سنقر العايق.
وفى شوال، انتهت عمارة جامع لاجين، الذى فى الجسر الأعظم، وأقيمت فيه
(١) بألفى دينار: كذا فى الأصل. وفى طهران ص ٣٣٢ ب، وأيضا فى لندن ٧٣٢٣ ص ٢٣٤ آ، وكذلك فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٧١ ب: بألف دينار.