للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه توفّى الشيخ شمس الدين الصفدى، قاضى القضاة الحنفية بدمشق، وكان من أعيان علماء الحنفية. - وفيه بعث السلطان نقيب الجيش إلى قاضى القضاة ولى الدين السفطى، فحمله إلى بيت قاضى القضاة علم الدين البلقينى، فادّعى عليه بشئ لم يثبت عليه، فحنق السلطان من ذلك، فأمر بحمله إلى المقشرة، فسجن بها أياما، وكان من خواصّ السلطان، فتعجّب الناس من ذلك، كيف أخذ من الجانب الذى يأمن إليه، فكان كما قيل فى المعنى:

احذر مداخلة الملوك ولا تكن … ما عشت بالتقريب منهم واثقا

فالغيث غوثك إن ظمئت وربما … ترمى بوارقه إليك صواعقا

وفيه رسم السلطان لخوند زينب بنت جرباش قاشق، بأن تكون صاحبة قاعة العواميد، عوضا عن بنت البارزى، وقد خصّصها بذلك دون نسائه.

وفى شعبان، قرّر الأمير تنم من عبد الرزاق فى تقدمة قانى باى الحمزاوى. - وفيه أفرج السلطان عن القاضى ولى الدين السفطى، وأخرجه من المقشرة، وهو ماشى، إلى بيت علم الدين البلقينى، وادّعى عليه؛ ثم رسم السلطان بأن يتوجّه إلى بيت القاضى الحنبلى ويدّعى عليه، وقاسى (١) من المحن أمورا (٢) يطول الشرح فى ذكرها. - وفيه توفّى الشيخ المسلك العارف بالله أبو الفتح محمد بن أبى الوفا المالكى الشاذلى، وكان عالما فاضلا، ناظما ناثرا، ومولده سنة تسعين وسبعمائة، ومن شعره قوله:

يا باعثا شعره انتشارا … بقامة ما لها نظير

الموت من مقلتيك لكن … من شعرك البعث والنشور

وقوله:

صفّر الوجه انتظارى لكم … من الصفراء عقلى لعبا

امنحونى فضّة بيضاء كى … تدركوا عقلى وإلاّ ذهبا

وفيه توفّى الشهابى أحمد بن نوروز الخضرى، شاد الأغنام، وكان عند السلطان


(١) وقاسى: وقاسا.
(٢) أمورا: أمر.