للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأن الناس يسكنوا (١) به، فلما أتى الوالى وفتح حوخة الجسر، كان يوما مشهودا، وفى ذلك يقول سيدى على بن سودون:

ذلك البشارة باب الجسر (٢) قد فتحا … وطائر البشر فى أغصانه صدحا

وجاءنا فرج من بعد آيسة … وعن جرائمتا سلطاننا صفحا

وفيه أنعم السلطان على مملوكه أزبك من ططخ الساقى بأمرية عشرة، وهى أمرية تمراز المصارع، وكان غضب عليه السلطان. - وفيه، فى خامس عشرينه، صرف الحافظ ابن حجر من القضاء، وهذه آخر ولايته، ولم يل (٣) القضاء بعد ذلك إلى أن مات عقيب ذلك؛ ثم إن السلطان أعاد القاضى علم الدين صالح البلقينى إلى القضاء. - وفيه كسفت الشمس قبل الزوال، وصلّى بالجامع الأزهر صلاة الكسوف، ثم انجلت بعد مضى ثلاثين (٤) درجة.

وفى رجب، رسم السلطان، بأن يعاد الأمير أينال الأبو بكرى الأشرفى إلى القدس بطّالا كما كان. - وفيه منع السلطان ولى الدين السفطى بأن لا يصعد إلى القلعة، فحمل إلى السلطان خمسة آلاف دينار، وأظهر الرضا عليه، ثم غضب عليه بعد ذلك واستمرّ عنده ممقوتا، حتى كان من أمره ما سنذكره.

وفيه منع اليهود والنصارى من طبّ المسلمين، فامتثلوا ذلك مدّة ثم بطل هذا المنع، وأعيد كل شئ إلى حاله. - وفيه أخرجت [مشيخة] المدرسة الجمالية، وتدريس التفسير بها، عن ولى الدين السفطى، وقد تزايد تغيّر خاطر السلطان عليه. - وفيه توفّى الشيخ محب الدين محمد الطوخى، وكان حصل له نوع جذب، فصار للناس فيه اعتقاد، ودام على ذلك نحوا من أربعين سنة، حتى سقط فى بئر ومات بها.


(١) يسكنوا: كذا فى الأصل.
(٢) باب الجسر: باب النصر.
(٣) ولم يل: ولم يلى.
(٤) ثلاثين: ثلثين.