للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى ربيع الآخر من هذه السنة، كان مولد الناصرى محمد بن أحمد بن إياس، مؤلف هذا التاريخ، وذلك فى يوم السبت سادس الشهر بعد طلوع الشمس، وسمّاه والده محمد أبى البركات. - وفيه عزل السلطان ولى الدين السفطى من القضاء، وأعاد الحافظ ابن حجر، وقد ثبت عند السلطان قبح أفعاله وإظهار معايبه، وكان السفطى يتناهى فى قبح الأفعال فى تلك الأيام جدّا. - وفيه قرّر فى مشيخة قبّة الإمام الشافعى ورحمه، الشيخ شرف الدين يحيى المناوى.

وفيه تغيّر خاطر السلطان على شمس الدين الكاتب، وكان من خواصّه، فادّعى عليه بأمر السلطان عند ابن المخلطة أحد نوّاب المالكية، فحكم بتعزيره وذهابه إلى السجن، فأقام به أياما، ثم أمر بنفيه إلى حلب، فطلع الشيخ كمال الدين بن الهمام إلى عند السلطان وتشفّع فيه من النفى، فقبل، وجاء شمس الدين الكاتب لخلوته بالخانقاة الشيخونية، وأقام بها. - وفيه قرّر فى نظر البيمارستان، أبو الخير النحاس، عوضا عن السفطى.

وفية توفّى الصاحب كريم الدين ابن كاتب المناخ، وكان من أعيان المباشرين، وأصله من الأقباط، وتولّى عدّة وظائف سنيّة، منها: نظر الاصطبل، والوزارة غير ما مرّة، والأستدارية، وكتابة السرّ، ثم ضرب بالمقارع وسجن وصودر، ثم تولّى بعد ذلك كشف الوجه القبلى، ونيابة جدّة، ثم عاد إلى الوزارة بعد ذلك كلّه، ومات وهو منفصل عن الوزارة، وتوفّى على فراشه، ومولده سنة ثمانمائة (١)، ورأى الخير والشرّ. - وفيه توفّيت إحدى سرارى السلطان، وهى سورباى الجركسية، وهى صاحبة الحمّام التى بالقرب من قناطر السباع، وأنشأت سبيلا ببولاق. - وفيه أخلع السلطان على أسنبغا الكلبكى، وأقرّه فى نيابة القدس، عوضا عن تمراز المصارع بحكم انفصاله عنها.

وفى جمادى الأولى، حنق السلطان على زوجته خوند مغل بنت البارزى، فطلّقها ونزلت من القلعة إلى بيت أخيها كمال الدين، الذى بالخرّاطين، وكان نقل عنها


(١) ثمانمائة: نقلا عن طهران ص ٢٣١ آ. وفى الأصل: ثمان ومائة.