للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه توفّى الخواجا شمس الدين [محمد] (١) بن المزلق التاجر الدمشقى، وكان فى سعة من المال، وعاش من العمر ثمانين سنة وزيادة، وكان فيه الخير والمعروف. - وفيه جاءت الأخبار، بأن العسكر لما وصل رودس، استطال عليهم صاحب رودس، ولم يظفروا بطائل، فعادوا إلى ثغر الإسكندرية، وقد مرض غالبهم، وما أراد الله لهم بنصرة، كما وقع للأشرف برسباى مع صاحب قبرس. - وفيه توفّى الشيخ جمال الدين يوسف بن محمد الكومى الشافعى، وكان خيّرا ديّنا، معتقدا فيه بالصلاح.

وفيه [فى] (٢) رجب، قدم برد بك العجمى، نائب حماة، على السلطان، وكان تغيّر خاطره عليه، فلما حضر أمر بتقييده وأرسله إلى السجن بثغر الإسكندرية؛ وكانت وقعت له كائنة بحماة، قتل فيها جماعة من أهل حماة، ونهبت المدينة. - وفيه أخلع السلطان على قانى باى الفهلوان، وقرّر فى نيابة حماة، عوضا عن برد بك العجمى؛ وعيّن لنيابة صفد بيغوت الأعرج نائب حمص، عوضا عن قانى باى الفهلوان.

وفيه دار المحمل فى القاهرة، وزيّنت له، ولكن أبطل السلطان الرماحة بسبب موت المماليك، وكان عقيب الفصل. - وفيه رسم السلطان بأن يحجّوا رجبى، فخرج الكثير من الناس إلى مكّة المشرّفة. - وفيه قرّر الأمير تنم بن عبد الرزاق فى نيابة الإسكندرية، عوضا عن ألطنبغا اللفاف، وحضر ألطنبغا اللفاف إلى القاهرة، فأنعم عليه السلطان بتقدمة ألف. - وفيه جاءت الأخبار، بوفاة صاحب ديار بكر ابن قرايلك التركمانى، وكان قد ملك ديار بكر بعد أبيه، وكان قبيح السيرة؛ فملك بعده ابن أخيه جهان كير ابن على أخو حسن الطويل، ولا زالوا يرتقوا (٣) حتى صاروا ملوك الشرق.

وفيه حضرت العساكر الذين (٤) كانوا توجّهوا إلى التجريدة، بسبب قتال صاحب رودس، فرجعوا ولم يحصلوا على طائل، ومات منهم جماعة كثيرة، بل كانت الغزوة الأولى، مع ما فيها، خيرا من هذه الغزوة.


(١) [محمد]: نقلا عن طهران ص ٢٢١ ب.
(٢) [فى]: تنقص فى الأصل.
(٣) يرتقوا: كذا فى الأصل.
(٤) الذين: الذى.