للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فحضر] (١)، فأكرمه السلطان وألبسه كاملية حافلة، ونزل من القلعة فى موكب عظيم، وزيّنت له القاهرة، [ورتّب له ما يكفيه] (٢)، ثم بعد أيام قدّم للسلطان تقدمة حافلة، ما بين قماش وخيول وسلاح، ولما عاد القاضى عبد الباسط استمر فى بيته بطّالا، ولم يل شيئا من الوظائف.

وفى رجب، قدم قاصد صاحب الحبشة، وصحبته هديّة للسلطان، وكان فى مكاتبته بعض تهديد لأهل مصر بأنه يسدّ عنهم مجرى النيل، وكان ذلك بسبب البترك وطائفة النصارى، فلما قرأ السلطان كتابه حنق، وعيّن له يحيى بن شاد بك قاصدا وعلى يديه مكاتبة، فخرج يحيى بن شاد بك [مع] قاصد ملك الحبشة، وأقام هناك مدّة طويلة.

وفى شعبان، جاءت الأخبار بوقوع فتنة كبيرة بمكّة المشرّفة، بين الشريف أبى القاسم والشريف على، واشتدّت بينهما الفتنة.

وفى رمضان، كان ختم البخارى بالقلعة، وخلع على القضاة، وفرّقت الصّرر على العادة، وكان ختما حافلا. - وفيه توفّى القاضى فتح الدين محمد بن المحرقى، وكان ريسا حشما، وتولّى عدّة وظائف جليلة، منها: نظر الجوالى، وغير ذلك، وكان من خواصّ السلطان وجلسائه، وفيه يقول الشهاب الحجازى مضمنا:

الملك الظاهر أعظم به … قرّب فتح الدين قرب الحبيب

دعا له مع قربه جاءه … نصر من الله وفتح قريب

وفيه توفّى الأمير آقبردى المظفرى، أحد الأمراء العشروات، وباش المجاورين بمكّة المشرّفة، وكان لا بأس به. - وتوفّى شهاب الدين بن العديم، وكان ريسا حشما، ونزّل قضاء الشافعية بحلب غير ما مرّة.

وفى شوال، خرج الحاج على العادة، وكان أمير ركب المحمل شاد بك الجكمى، وأمير [الركب] (٣) الأول سونجبغا اليونسى. - وفيه صرف بهاء الدين بن حجّى من


(١) [فحضر]: تنقص فى الأصل.
(٢) ما بين القوسين نقلا عن باريس ١٨٢٢ ص ٣٦٣ آ.
(٣) [الركب]: نقلا عن لندن ٧٣٢٣ ص ٢٢٢ آ.