للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وترشّح أمره إلى الخلافة بعد موت عمّه داود، وكان معه عهد من أبيه، ولكن لم (١) يل الخلافة. - وفيه أعيد البدر العينى إلى الحسبة، وصرف عنها الشيخ على العجمى.

وفى صفر، خرجت التجريدة التى عيّنت إلى رودس صحبة أينال الأجرود، وتمرباى رأس نوبة كبير، فلما وصلوا إلى نحو رودس، هبّت عليهم ريح عاصفة فغرقت المراكب، وقاسوا ما لا خير فيه، فما اجتمعوا إلاّ بعد جهد كبير؛ ثم وقع بينهم وبين صاحب رودس وقعة شديدة، قتل فيها من العسكر جماعة كثيرة، منهم: فارس نائب قلعة دمشق، ومن المماليك السلطانية ما يزيد عن مائة مملوك، وجرح أكثر من خمسمائة مملوك، وارتدّ فيها طائفة إلى دين النصرانية من المماليك، ثم رجعوا البقيّة من غير طائل، ووقع لهم فى هذه التجريدة أمور شتى، وهذا ملخّص الواقعة مما ذكرناه.

وفى ربيع الأول، كان وفاء النيل المبارك، فنزل المقر الناصرى محمد بن السلطان وفتح السدّ على العادة، وكان له يوم مشهود.

وفى ربيع الآخر، توفّى الشيخ الصالح الناسك، المسلك، العارف بالله تعالى، شمس الدين محمد بن حسن بن على التميمى الشاذلى الحنفى، وهو صاحب زاوية الحنفى التى عند سويقة صفية، وكان عالما فاضلا، صوفيا واعظا محدّثا، وله نظم جيد فى طريقة الصوفية، فمن ذلك قوله:

لى حبيب معى سرّه بين أضلعى … قد حبانى بفضله وكذا كل من معى

وفى جمادى الأولى، توفّى (٢) الشيخ باكير أبو بكر الكحكاوى الملطى الحنفى، شيخ الخانقاة الشيخونية، [فلما مات أخلع السلطان على العلاّمة الشيخ جمال الدين بن الهمام الحنفى، وقررّه فى مشيخة الخانقاة الشيخونية] (٣)، عوضا عن باكير الحنفى. - وفيه توفّى خليل السخاوى، وكيل بيت المال، وناظر القدس، وكان من أخصّاء السلطان.

وفى جمادى الآخرة، رسم السلطان بإحضار القاضى عبد الباسط من دمشق،


(١) لم يل: لم يلى.
(٢) توفى: فى الأصل: تولى، وكذلك فى لندن ٧٣٢٣ ص ٢٢١ ب.
(٣) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ٢٢٠ ب.