للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشيخ بدر الدين ابن قاضى القضاة شمس الدين (١) التنسى، وقرّر فى قضاء المالكية، عوضا عن البساطى بحكم وفاته؛ فلما قرّر ابن التنسى فى القضاء ظهر الشيخ عبادة من يومه.

وفيه جاءت الأخبار من دمشق بأن أينال الجكمى نائب الشام، قد خرج عن الطاعة، وأظهر العصيان، ووافق نائب حلب على المخامرة، فتنكّد السلطان لذلك، فجمع الأمراء للمشورة، فأشاروا عليه بخروج تجريدة لهما. - ثم جاءت الأخبار بأن نائب الشام منع اسم السلطان من الخطبة على منابر دمشق، وخطب باسم العزيز يوسف بن برسباى، وقد ملك قلعة الشام، فتزايد قلق السلطان، ورسم بعرض الجند، ثم عمل الموكب بالقصر وأخلع على الأتابكى آقبغا التمرازى، واستقرّ فى نيابة الشام، عوضا عن أينال الجكمى.

وفيه جاءت الأخبار بأن جماعة من الإفرنج الكيتلان جاءوا نحو سواحل الشام، وقد اضطربت الأحوال على الملك الظاهر فى أوائل سلطنته من كل جانب. - ثم إن السلطان عيّن تجريدة إلى الشام وحلب، وعيّن بها عدّة أمراء مقدّمين ألوف، منهم: قرا خجا الحسني رأس نوبة كبير، وغير ذلك من المقدّمين والعشروات؛ وعيّن من الجند زيادة على خمسمائة مملوك، ونفق عليهم، فأعطى لكل مملوك نحوا من ثمانين دينارا، فأخذوها على كره منهم، وكادت أن تثور فتنة؛ ثم إن السلطان أرسل لبقيّة النواب بأن يلاقوا العسكر، فخرج نائب صفد أينال الأجرود، ونائب طرابلس، وغير ذلك من النوّاب.

وفيه جاءت الأخبار بأن أهل حلب (٢) ثاروا على تغرى برمش نائب حلب، ورجموه [وأخرجوه] (٣) من حلب، ونهبوا جميع ما فى دار السعادة، حتى قمش حريمه؛ وسبب ذلك أن نائب حلب صار يحاصر القلعة، حتى كاد أن يشرف على أخذها، فرأى أن أهل حلب مائلين مع نائب القلعة، فغضب منهم، ونادى فى المدينة للعوام بأن ينهبوا البلد؛


(١) شمس الدين: فى طهران ص ٢٠٦ ب: ناصر الدين.
(٢) أهل حلب: فى لندن ص ٢٠٨ آ: عسكر حلب.
(٣) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ٢٠٧ آ، ولندن ٧٣٢٣ ص ٢٠٨ آ، وباريس ١٨٢٢ ص ٣٥٤ ب.