للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى شعبان، جاءت الأخبار بعصيان تغرى برمش نائب حلب، وخروجه عن الطاعة. - وفيه قوى عزم السلطان على هدم دار ابن النقّاش التى فى زيادة جامع ابن طولون، فحكم شمس الدين البساطى بهدمها، بعد ما جرى أمور يطول شرحها، وقد فرغت إجارة أرضها، وكانت محتكرة.

وفيه صنع قاضى القضاة شهاب الدين [ابن حجر] (١) وليمة حافلة، وتوجّه إلى نحو التاج والسبع وجوه، وعزم على قضاة القضاة، ومشايخ العلم قاطبة، وحضر ولد السلطان المقرّ الناصرى محمد، وأعيان جماعة الدولة من المباشرين، مثل: القاضى عبد الباسط، والكمال بن البارزى كاتب السرّ، والجمالى يوسف ناظر الخاص (٢)، وغير ذلك من الأعيان، فمدّ أسمطة حافلة من الأطعمة الفاخرة، ومدّ سماط فاكهة وحلوى وسكّر حريف، وكان يوما مشهودا، وسبب ذلك أنه انتهى من الشّرح الذى ألّفه فى شرح البخارى، وسمّاه: «فتح البارى فى شرح البخارى»، وحضر الريّس ناصر الدين المازونى، وعمل واعظا، وكان يوما بالسلطانى.

وفى رمضان، وصل برد بك العجمى صاحب حماة، وأخبر أن تغرى برمش، نائب حلب، ملك قلعة حلب، فقلق السلطان لهذا الخبر، وبعث مراسيم إلى جلبان، نائب طرابلس، بأن ينتقل إلى نيابة حلب، عوضا عن تغرى برمش، وكتب باستقرار قانى بك فى نيابة طرابلس، عوضا عن جلبان، واستقرّ برد بك العجمى حاجب (٣) بحلب، عوضا عن قانى بك.

وفيه توفّى قاضى القضاة المالكى البساطى شمس الدين محمد، وكان عالما فاضلا فى مذهبه، وكان مولده سنة ستين وسبعمائة. - ثم بعد وفاته عيّن السلطان قضاء المالكية للشيخ عبادة الزرزاى، فلما بلغه ذلك اختفى (٤) من داره، فلما أيس منه السلطان أخلع على


(١) [ابن حجر]: نقلا عن طهران ص ٢٠٦ آ.
(٢) ناظر الخاص: فى طهران ص ٢٠٦ آ: ناظر الجيش.
(٣) حاجب: فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٥٤ آ: حاجب الحجاب.
(٤) اختفى: اختفا.