للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الملك الظاهر له قصد فى قتل قرقماس، وأن قتله فيه مصلحة، وشهد عليه جماعة من الأمراء، فحكم القاضى بموجب ما قامت به البيّنة.

فلما ثبت ذلك عيّن له السلطان بعض الخاصكية، فتوجّه إلى ثغر الإسكندرية، فأخرجه وهو مقيّد بين يدى نائب الإسكندرية، وأوقفه على المحضر بما حكم به القاضى المالكى، فأجاب قرقماس بعدم الدافع والمطعن؛ ثم أحضر إليه المشاعلى، [فعرّاه وكتّفه] (١) وضرب عنقه، فأخطأ، وجاءت الضربة على كتفه، ثم ضرب الثانية فأخطأ، وجاءت الضربة تحت كتفه، ثم ضرب الثالثة، فأصابت (٢) الضربة عنقه ولم تقطعه، ففتّشوه، فوجدوا فى فمه خاتم فضّة مرصودا، فأخرجوه من فمه، ثم حزّوا بقيّة رأسه بسكين غير ما مرّة، وكانت قتلته من أشنع القتلات، وصار مرمى بعد قتله على الأرض، حتى دفنه بعض أتباعه فى مقبرة الإسكندرية؛ وكان قرقماس أصله من مماليك الظاهر برقوق، وكان أميرا مبجّلا معظّما مهابا، تولّى عدّة وظائف [سنيّة، منها: إمرة السلاح والأتابكية وحجوبية الحجّاب ونيابة حلب وغير ذلك من الوظائف] (٣)، وكان ترشّح أمره إلى السلطنة فما قسم له شئ، كما قيل فى المعنى:

قليل الحظّ ليس له دواء … ولو كان المسيح له طبيب

وفيه قرّر يلبغا [البهاى] (٤) فى نيابة الإسكندية، وصرف عنها تمرباى الدوادار. - وفيه وصل على بك بن قرايلك إلى القاهرة، وكان صحبته [ولده] (٥) حسن بك الطويل، الذى تولّى ملك العراقين فيما بعد، فأنزلهما السلطان، ورتّب لهما ما يكفيهما. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة صاحب اليمن الملك الظاهر هزبر الدين عبد الله بن إسماعيل، فلما مات تولّى بعده ابنه وتلقّب بالأشرف، وكان له من العمر نحو من عشرين سنة. - وفيه قرّر الشيخ برهان الدين البقاعى فى قراءة البخارى، عوضا عن نور الدين السويفى إمام الأشرف برسباى.


(١) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ٢٠٥ ب.
(٢) فأصابت: فأصابه.
(٣) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ٢٠٥ ب.
(٤) [البهاى]: نقلا عن طهران ص ٢٠٦ آ.
(٥) [ولده]: نقلا عن طهران ص ٢٠٦ آ.