للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تغبّر فى مصر الهواء بأهلها … ولقد علاه صفرة وتحول

وصحّ بها موت النسيم وكيف لا … وقد جاءه الطاعون وهو عليل

وفيه رسم السلطان للأمير أسنبغا الطيارى، بأن يكبس حارة زويلة، والجوانية، والعطوف، وقنطرة سنقر، والحكر، والكوم، وأن يهجم بيوت اليهود والنصارى، ويكسر ما عندهم من الخمور قاطبة؛ وكان أسنبغا الطيارى قد قرّر فى الحجوبية الثانية، عوضا عن جانى بك البواب بحكم وفاته، فما أبقى أسنبغا الطيارى فى ذلك ممكن (١)، وكسر نحوا من عشرة آلاف جرّة، ثم حجر على بنات الخطا ومنعهم (٢) من عمل الفاحشة، وكتب عليهم (٢) قسامة (٣) وأمرهم بأن يتزوّجوا (٢) وإلاّ يحجرهم (٢)، وفى هذه الواقعة يقول بعضهم دو بيت (٤):

الخمر فيه منافع لا تحصى … والنيك به جاء كتاب نصّا

لا أترك ذا ولا ذا أبدا … لو يقطع كل كرمة أو أخصى

وفيه أعيد الحافظ شهاب الدين بن حجر إلى قضاء الشافعية، وصرف عنها علم الدين صالح البلقينى، وهذه أربع ولايات وقعت لابن حجر فى دولة الأشرف برسباى. - وفيه كثر الموت فى المماليك والخدم والعبيد والجوار بالقلعة، فداخل السلطان الخوف والفزع على نفسه، وكان حاسّا بالموت.

وفيه ركب السلطان وتوجّه إلى خليج الزعفران، وأقام به حتى آخر النهار، فلما عاد فرّق على الفقراء أنصاف فضّة، فتكاثروا عليه حتى سقط عن فرسه، فحصل له حنق من ذلك، فطلب سلطان الحرافيش، وشيخ الطوائف، وألزمهما بأن يمنعوا الجعيدية من الشحاتة فى الطرقات، وأن لا يشحت سوى العميان وذوى العاهات فقط، ورسم للجعيدية أن يخرجوا للعمل فى الحفير، فامتنعوا من ذلك، وهربوا نحو بلاد الصعيد.


(١) ممكن: كذا فى الأصل.
(٢) يلاحظ استعمال ضمير المذكر بدلا من المؤنث.
(٣) قسامة: كذا فى الأصل. وفى لندن ٧٣٢٣ ص ١٩٧ ب، وكذلك فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٤٧ ب: قسايم.
(٤) دو بيت: كذا فى الأصل، ويعنى بيتين اثنين.