للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقالوا على شرط البخارىّ قد أتى … فقلت على شرط البخارى ومسلم

وقال آخر:

يقولون وصل المرد هل هو جائز … لمن هو منهم بالصبابة مغرم

فقلت لهم إن البخارىّ قائل … بذاك ولكن لم يوافقه مسلم

وفيه توفّى الشيخ علاء الدين الرومى الحنفى، وكان عالما فاضلا محقّقا.

وفى رمضان، تزايد أمر الوباء بمصر جدّا. - وفيه كان ختم البخارى، فلما اجتمع القضاة الأربعة ومشايخ العلم، شكا (١) لهم السلطان من أمر تزايد الطاعون بالقاهرة، فقالوا له: «إنما يظهر الطاعون فى قوم إذا فشا فيهم الزنا، وأن النساء قد تزايد خروجهن فى الطرقات، وهن متبهرجات ليلا ونهارا فى الأسواق»، فأشار بعض العلماء على السلطان بمنع النساء من خروجهن إلى الطرقات، إلاّ إلى الحمام فقط، فمال السلطان إلى ذلك، ونادى فى مصر والقاهرة وظواهرها، بمنع النساء قاطبة من الخروج من بيوتهن إلى الطرقات، وصار الوالى والحجّاب يتتبعون النساء فى الطرقات، ويضربوا من يجدوا (٢) منهن راكبا أو ماشيا.

فحصل للناس الضرر الشامل، ووقف حال التجّار فى الأسواق، وقلّ البيع والشراء، ولا سيما كان الموت عمّالا، فكانت الأمرأة لا تمشى خلف جنازة، ولو كان ابنها أو أخوها (٣)، وكانت الغاسلة إذا خرجت تغسل ميّتة، تأخذ ورقة من عند المحتسب، وتجعلها فوق عصابتها مخيّطة فى الإزار (٤) حتى يعلم أنها غاسلة، وشدّدوا على النساء غاية التشديد. - وفيه عرض السلطان أهل السجون، من الرجال والنساء، وأطلقهم عن آخرهم، وغلقت الحبوس قاطبة، ولكن لم يحصل من هذه الفعلة للناس خير (٥)، وكثرت السرّاق بالقاهرة، وامتنع من كان عليه الدين من إعطائه،


(١) شكا: شكى.
(٢) ويضربوا من يجدوا: كذا فى الأصل.
(٣) أو أخوها: وأخيها.
(٤) الإزار: الإيزار.
(٥) خير: خيرا.