للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة أربع عشرة (١) وتسعمائة، فبعث السلطان خاير بك الخازندار، وجماعة آخرين، إلى جامع الحاكم، فقيل لهم كما قيل للأشرف برسباى، إن هذه الدعامة التى تحتها الذهب ليست بمعيّنة، وتحتاج إلى هدم جميع الدعائم حتى تظفروا بشئ إن كان»، فرجعوا عن ذلك.

وفيه قرّر فى نيابة جدّة الخواجا بدر الدين حسن بن الخواجا شمس الدين بن المزلق، وعيّن صحبته سعد الدين بن المرة مباشر جدّة على عادته. - وفيه وقعت زلزلة خفيفة بالقاهرة، ماجت الأرض منها مرّتين. - وفيه خرجت التجريدة المقدّم ذكرها، ولم يكن بها عسكر سوى الأمراء المقدّمين ومماليكهم فقط، وكان السلطان له غرض تام فى خروج تلك الأمراء المقدّمين المتمرّدين، حتى يصفو (٢) لولده الوقت من بعده إذا تسلطن، فجاء الأمر بخلاف ذلك، ويأبى (٣) الله إلاّ ما أراد.

وفيه ابتدأ الطاعون بمصر، فعمل أولا فى البقر، حتى مات منهم ما لا يحصى عدده، وقد عزّ وجود اللحم البقرى جدّا، ثم عاد الطعن فى الأطفال والمماليك والعبيد والجوار ففتك بهم فتكا ذريعا؛ وكان الفصل الثانى الذى وقع فى أيام الأشرف برسباى، وقد عمّ الوباء مصر وأعمالها، وكان له نحو من ثلاث سنين وهو طائف فى البلاد، حتى دخل إلى بلاد الإفرنج وبلاد الشمال، حتى الواحات الداخلة، وبلاد الزنج، وغير ذلك من البلاد.

وفى شعبان، توفّى العلاّمة محمد البخارى العجمى الحنفى، وكان عالما فاضلا، معظّما عند الملوك وسائر الناس، ومولده سنة تسع وسبعين وسبعمائة، ولما قدم من بلاد العجم أقام بالخانقاة الشيخونية، وقد لاعبه بعض اللطفاء فى مليح، قد كان يهيم به، بقوله:

مليح رخيم الدلّ وافى (٤) مواصلا … موافقة منه على رغم لوّمى


(١) أربع عشرة: أربعة عشر.
(٢) يصفو: يصفى.
(٣) ويأبى: ويابا.
(٤) وافى: وافا.