للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعلّقت على باب زويلة ثلاثة أيام، ثم رميت فى سراب جامع الحاكم، فما شكر السلطان على ذلك، وكان أكثر الفلكية يلهج بأن جانى بك الصوفى [لا بدّ أن] (١) بلى السلطنة ولو بعد حين، فكذبوا فى ذلك، وكانت قتلته فى سادس عشرين ربيع الأول (٢) من هذه السنة؛ وكانت هذه الواقعة تقرب من واقعة منطاش مع الظاهر برقوق؛ فلما قتل جانى بك الصوفى، فأجرى الله تعالى على ألسنة الناس بأن السلطان قد انتهى سعده، ولا بقى يعيش بعد ذلك، وكان الأمر كذلك، والفأل موكل بالمنطق، كما قيل فى المعنى:

لا تنطقن بما كرهت فربما … نطق اللسان بحادث سيكون

وفيه توفّى الشيخ عبد الملك محمد بن الزنكلونى الشافعى، وكان من الصالحين المعتقدين. - وفيه طلب السلطان القاضى نور الدين بن سالم، أحد نوّاب الحكم عن القاضى الشافعى، وكان قد شكاه بعض الناس فى حكم حكمه لم يرض به أربابه، فضربه السلطان ضربا مبرحا، وقصد إشهاره، فشفع فيه بعض الناس، وكان ابن سالم مظلوما فى هذه الواقعة، ولكن تعصّبوا عليه الأعداء

وفى جمادى الآخرة، جاءت الأخبار بأن الطاعون قد وقع بدمشق، وفتك فى أهلها فتكا ذريعا. - وفيه ابتدأ الضعف بجسد السلطان.

وفى رجب، أدير المحمل على العادة، وساقوا الرماحة، ولكن حصل فيه من المماليك غاية الفساد، [وصاروا يخطفون الغمائم جهارا] (٣)، وقد زادوا فى تلك السنة جدّا، وكان ذلك آخر سنّتهم فى الفتك والضرر. - وفيه خنق تمراز المؤيدى وهو فى السجن بثغر الإسكندرية، وكان مستحقّا لذلك.

وفيه عرض السلطان العسكر، وعيّن تجريدة إلى جهة حلب، وعيّن فيها


(١) ما بين القوسين نقلا عن لندن ٧٣٢٣ ص ١٩٥ ب، وكذلك عن باريس ١٨٢٢ ص ٣٤٦ آ.
(٢) ربيع الأول: كذا فى الأصل، وكذلك فى لندن ٧٣٢٣ ص ١٩٥ ب. وفى طهران ص ١٩٤ آ، وأيضا فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٤٦ آ: ربيع الآخر.
(٣) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ١٩٤ آ.