للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى ربيع الأول، كانت وفاة القاضى سعد الدين إبراهيم بن كاتب جكم، ناظر الخواص الشريفة، وهو شقيق الجمالى يوسف ناظر الخاص، فمات ولم يكمل الثلاثين سنة من العمر، وكان ريسا حشما فى سعة من المال؛ وكان جدّهما يسمّى بركة القبطى المصرى، ولما مات دفن بالقرافة عند أبيه، ثم نقله الجمالى يوسف فى تربته التى أنشأها فى الصحراء؛ ثم إن السلطان أخلع على أخيه الجمالى يوسف، وقرّره فى نظر الخاص، عوضا عن أخيه إبراهيم.

وفى ربيع الآخر، جاءت الأخبار بأن مدينة عدن من أعمال اليمن قد احترقت عن آخرها، بسبب فتنة كانت بين الظاهر صاحب عدن، وبين عمّه صاحب زبيد، وقتل فى هذه الحركة ما لا يحصى من العساكر اليمنى. - وفيه جاءت الأخبار من مدينة فاس (١) من أعمال بلاد المغرب، بأن وقع بها فتنة عظيمة، بين صاحب فاس (١) وبين الإفرنج، فأحاطت بها الإفرنج [ودام صاحب فاس فى المحاصرة نحوا من ستة أشهر، وآخر الأمر انتصر صاحب فاس على الفرنج] (٢)، بعد ما وقع بينهما أمور يطول شرحها عن هذا المختصر.

[وفى] (٣) جمادى الأولى، أرسل السلطان خلف تمراز المؤيدى نائب غزّة، فلما حضر، قيّد ونفى إلى الإسكندرية، وقرّر فى نيابة غزّة آقبردى القجماسى

وفيه وصلت رأس جانى بك الصوفى إلى القاهرة، وكان سبب قتله أنه توجّه إلى محمد بك بن قرايلك، ونزل عنده، وكان جانى بك الصوفى فرّ من ذلغادر إلى بلاد ابن عثمان، فصار تغرى برمش نائب حلب يستميل التركمان، وينعم عليهم بالأموال الجزيلة، وأرسل إلى أولاد قرايلك خمسة آلاف دينار ليقبضوا على جانى بك الصوفى؛ فلما بلغ جانى بك الصوفى ذلك، بادر ليفرّ من عند أولاد قرايلك، فخرج من عندهم لينجو بنفسه، فأدركه جماعة من أولاد قرايلك، فقتلوه وحزّوا رأسه وبعثوا بها إلى نائب حلب، فبعثها نائب حلب إلى السلطان فى علبة، فطيف بها فى القاهرة،


(١) فاس: فارس.
(٢) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ١٩٣ ب، وكذلك عن لندن ٧٣٢٣ ص ١٩٥ آ، وأيضا عن باريس ١٨٢٢ ص ٣٤٦ آ.
(٣) [وفى]: تنقص فى الأصل.