للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنده فى ذلك اليومين (١)، ونادى فى القاهرة: «من له ظلامة فليحضر بين يدى السلطان فى الإيوان يوم السبت والثلاثاء»، واستمرّ ذلك مدّة ثم بطل.

وفى جمادى الآخرة، أمر السلطان بحفر خليج الإسكندرية، فندب إلى ذلك عظيم الدولة الزينى عبد الباسط ناظر الجيش، والأمير يشبك المشدّ حاجب الحجّاب، والأمير أينال الأجرود نائب الرّها، أحد المقدّمين، وصحبتهم الوزير ابن كاتب المناخ، فتوجّهوا لحفر الخليج، وكان قد طمّ بالرمال. - وفيه قرّر كمال الدين (٢) بن البارزى فى قضاء الشافعية بدمشق، فخرج إليها من غير سعى منه، وصرف عنها السراج الحمصى.

وفى رجب، أدير المحمل على العادة، وساقوا الرماحة على جارى العادة، ولكن حصل من المماليك الأجلاب غاية الأذى فى حقّ الناس، [وصاروا يخطفون النساء والشباب، وخطفوا أشياء من الزينة] (٣)، وحصل منهم الضرر الشامل. - وفيه تزايدت ضخامة الأمير جوهر الخازندار اللالا، حتى صار صاحب الحلّ والعقد فى أمور المملكة، ووقع له أشياء لم تتّفق لغيره من الخدّام، منها: أن السلطان قرّره فى قضاء دمياط، عوضا عن الكمال بن البارزى، ومنها أنه فوّض إليه السلطان التكلّم على وقف الطرحاء، ورفعت عنه يد قاضى القضاة بدر الدين العينى، ووقع له أشياء غريبة حتى عدّت (٤) من النوادر؛ وهو الذى أنشأ فى المصنع تلك المدرسة، وجاءت غاية فى الحسن، وفيه يقول الشهاب المنصورى شعرا:

أمير قد بنى (٥) لله بيتا … فأسّسه على التقوى وعمّر

وفصّله عقودا محكمات … فأشهد أنهن عقود جوهر

وفيه أخلع السلطان على الصاحب خليل والد الشيخ عبد الباسط، واستقرّ فى أمرية الحاج. - وفيه أخلع السلطان على الأمير أبنال [الأجرود] (٦)، وقرّره فى


(١) فى ذلك اليومين: كذا فى الأصل.
(٢) كمال الدين: فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٤٥ آ: جمال الدين.
(٣) ما بين القوسين عن طهران ص ١٩٢ آ.
(٤) عدّت: عدة.
(٥) بنى: بنا.
(٦) [الأجرود]: عن طهران ص ١٩٢ آ.