للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زنط (١) أحمر، فامتثلوا ذلك؛ ثم نادى بأن الغريب لأهلوا (٢)، ولا يقيم بالمدينة غريب، وسبب ذلك أنهم [وجدوا] (٣) مع شخص جاسوس كتبا من عند جانى بك الصوفى، إلى بعض الأمراء الذين (٤) بمصر؛ ثم نادى بأن الجنود (٥) الحلبية لا يقيمون بمصر، وكان لذلك سبب أوجب ذلك. - وفيه صرف سعد الدين بن المرة عن نيابة جدّة، وقرّر فيها جانى بك الثور، عوضا عنه.

وفى ربيع الآخر (٦)، نزل السلطان من القلعة، وتوجّه إلى الرماية، ودخل من باب الشعرية، وطلع [من] (٧) البسطيين إلى القلعة، وكان له يوم مشهود. - وفيه توفّى الشيخ شرف الدين أحمد بن محمد بن صلاح، المعروف بابن السمسار، القاهرى الشافعى، وكان مولده سنة سبع وستين وسبعمائة، وكان من أعيان الشافعية، فاضلا فى العلم بالفقه والحديث، وتولّى عدّة وظائف جليلة، منها: قضاء الشافعية بدمشق، ومشيخة الصالحية (٨) بالقدس.

وفى جمادى الأولى، وصل العسكر الذين توجّهوا إلى حلب صحبة الأتابكى جقمق العلاى، وبقيّة الأمراء، وقد توجّهوا إلى الأبلستين، ولم يظفروا بجانى بك الصوفى، وراح تعبهم فى البطّال. - وفيه صار السلطان يجلس بالإيوان الكبير، الذى بالقلعة، للحكم بين الناس، فى يوم السبت والثلاثاء، وأمر القضاة الأربعة أن يحضروا


(١) زنط: كذا فى الأصل، وكذلك فى لندن ٧٣٢٣ ص ١٩٣ آ، وأيضا فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٤٤ ب. وفى طهران ص ١٩١ ب: زمط. والزنط أو الزمط لباس للرأس خصص فيما بعد للمماليك.
(٢) لأهلوا؛ يعنى لأهله.
(٣) [وجدوا]: تنقص فى الأصل.
(٤) الذين: الذى.
(٥) الجنود: الهنود.
(٦) ربيع الآخر: ربيع الأول.
(٧) [من]: تنقص فى الأصل.
(٨) الصالحية: كذا فى الأصل. وفى طهران ص ١٩١ ب، وكذلك فى لندن ٧٣٢٣ ص ١٩٣ آ: الصلاحية.