للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه كان وفاء النيل المبارك، ونزل المقر الجمالى يوسف بن السلطان، وكسر السدّ على العادة، وكان يوما مشهودا. - وفيه جاءت الأخبار بأن العسكر، الذى خرج من القاهرة، قد وصل إلى سيواس فى طلب جانى بك الصوفى، فوجدوا محمد بن ذلغادر قد توجّه [به] (١) إلى بلاد ابن عثمان ملك الروم.

وفى صفر، توفّى الشيخ شمس الدين محمد من أولاد سيدى عبد القادر الكيلانى، ، وكان من أهل الصلاح والخير. - وفيه قدم الصاحب كريم الدين بن كاتب المناخ من مكّة المشرّفة، وكان توجّه بسبب بندر جدّة، فلما حضر قرّر فى الوزارة، وصرف عنها خليل بن شاهين الصفوى، والد الشيخ عبد الباسط.

وفى ربيع الأول، بعث السلطان خاصكى إلى تمراز المؤيدى، نائب صفد، بأن ينتقل إلى نيابة غزّة؛ وينتقل يونس الأعور من نيابة غزّة، إلى نيابة صفد. - وفيه وقعت حادثة، وهو أن سليمان بك بن أرخان بن محمد بن كرشجى بن عثمان ملك الروم، كان مقيما بالقلعة عند السلطان هو وأخته شاه زاده، فتسحّبا ونزلا من القلعة، على أنهما يتوجّها (٢) إلى بلادهما من البحر، وكان معهما مملوك أبيهما المسمّى طوغان، فقبض عليهم فى أثناء الطريق، وهم فى مركب نحو دمياط، فأحضروا الجميع بين يدى السلطان، فضرب سليمان بك علقة (٣) على رجليه، وكذلك أخته، وأمر بتوسيط مملوكهما طوغان، ووسّط معه ثمانية ممن كانوا صحبتهم فى المركب، وكانت حادثة صعبة، جاء شرّها على الناس بعد ذلك؛ واستمرّت شاه زادة فى القلعة، حتى مات الأشرف وتسلطن جقمق، فتزوّج [بها] (٤)، وكانت تسمّى خوند التركمانية، ثم تزوّجت بعده بالأمير برسباى البجاسى، وماتت معه.

وفيه أشهر السلطان المناداة (٥) فى القاهرة، بأن لا فلاّح ولا غلام يلبس


(١) [به]: نقلا عن طهران ص ١٩١ آ.
(٢) يتوجّها: كذا فى الأصل.
(٣) علقة: فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٤٤ ب: علقة قوية.
(٤) [بها]: تنقص فى الأصل.
(٥) المناداة: المنادى.