وفيه جاءت الأخبار بوفاة قاضى مكّة المشرّفة جمال الدين محمد بن [على] (١) العبدرى الشافعى، وكان عالما فاضلا، ناظما (٢) ناثرا، ومن شعره فى واقعة حال، لما أعيد جلال الدين البلقينى إلى القضاء وعزل عنها الهروى، فقال:
عود الإمام لذى الأنام كعيدهم … لا عيد عاد إلى الأنام مثاله
أجلى (٣) جلال الدين عنا غمّة … زالت بعون الله ﷻ
وفى ربيع الآخر، قرّر أينال الششمانى فى نيابة صفد، عوضا عن مقبل الرومى، بحكم وفاته. - وفيه أخلع السلطان على الغرسى خليل بن شاهين الصفوى، وقرّر فى نيابة الإسكندية، والغرسى خليل هذا هو والد الشيخ عبد الباسط الحنفى، صاحب التاريخ المسمى بالروض الباسم.
وفيه، فى يوم الجمعة، نزل السلطان من القلعة، وصحبته القاضى عبد الباسط ناظر الجيش، والكمال بن البارزى كاتب السرّ، والتاج والى القاهرة، وتوجّه إلى البيمارستان لتفقّد أحواله، فإن من حين عزل سودون من عبد الرحمن والأتابكية شاغرة، فلما نزل السلطان إلى البيمارستان، رسم للأمير جوهر الخازندار أن يتكلّم على البيمارستان، إلى أن يولّى السلطان أمير كبير. - وفيه قرّر فى كشف البحيرة بالوجه البحرى آقبغا الجمالى، عوضا عن حسن بك بن سلقسيز التركمانى.
وفى جمادى الأولى، جاءت الأخبار من مكّة المشرّفة بوقوع سيل عظيم، حتى جاوز نحوا من أربعة أذرع من حيطان الحرم، وكاد أن يدخل البيت الشريف، وخرب من مكّة المشرّفة نحو من ألف بيت، وكانت حادثة صعبة مهولة. - وفيه توفّى الشيخ عزّ الدين عبد العزيز بن الأمانة الشافعى، وكان يعمل المواعيد بالجامع الأزهر.
وفى جمادى الآخرة، بعث السلطان إلى القاضى جلال الدين أبو السعادات محمد ابن ظهيرة، بأن يلى قضاء الشافعية بمكّة المشرّفة، عوضا عن جمال الدين (٤) العبدرى
(١) [على]: عن طهران ص ١٨٢ آ.
(٢) ناظما: ناظرا.
(٣) أجلى: أجلا.
(٤) جمال الدين: فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٣٩ آ: جلال الدين.