للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى أن وصل إلى مدرسته [التى فى العنبرانيين، فنزل عن فرسه ودخل المدرسة] (١) وصلّى بها ركعتين، ثم ركب وسار إلى أن طلع إلى القلعة، وكان له يوم مشهود (٢) إلى الغاية؛ فلما طلع إلى القلعة، أخلع على جماعة من أرباب الدولة ونزلوا إلى بيوتهم، وانقضى ذلك اليوم.

فكانت مدّة غيبة السلطان فى هذه السفرة ستة أشهر ونصف، وهو آخر من جرد وخرج فى التجريدة إلى البلاد الشامية من السلاطين، وقيل إنه أصرف على هذه التجريدة ما يزيد على خمسمائة ألف دينار، ورجع من غير طائل، ولم يبلغ القصد، ولو أقام بمصر وأرسل تجريدة ثقيلة من الأمراء والعسكر، لكان عين الصواب، ولكن رهج وظن أن الأمر سهل (٣)، فتزايدت الفتن عما (٤) كانت أضعافا، وتمرّد (٥) قرايلك وغيره من التركمان، ولله الأمر. - وفيه أعيد التاج إلى الولاية، وصرف عنها دولات خجا. - وفيه وصل الحاج إلى مصر بعد ما قاسى (٦) مشقّة زائدة من العطش وموت الجمال، ومات من الناس ما لا يحصى

وفى صفر، ظهر فى السماء كوكب من جهة المغرب، وله ذؤابة نحو رمحين، وله شعاع يضئ. -[وفيه] (٧) تشحّطت الغلال، ووقع الغلاء، وشرق غالب البلاد من سرعة هبوط النيل.

وفى ربيع الأول، عمل السلطان المولد الشريف المبارك على العادة، واجتمع القاضى الشافعى والحنفى والمالكى والحنبلى وأعيان الناس. - وفيه تغيّر خاطر السلطان على الأتابكى سودون من عبد الرحمن، ورسم بإخراجه إلى القدس بطّالا، فاستعفى من السفر إلى القدس، وسأل الإقامة فى داره بطّالا، فأجيب إلى ذلك، ورتّب له ما يكفيه.


(١) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ١٨١ ب، وكذلك عن لندن ٧٣٢٣ ص ١٨٣ ب، وأيضا عن باريس ١٨٢٢ ص ٣٣٨ ب.
(٢) يوم مشهود: يوما مشهودا.
(٣) سهل: سهلا.
(٤) عما: عن ما.
(٥) وتمرّد: فى لندن ٧٣٢٣ ص ١٨٣ ب، وكذلك فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٣٨ ب: وتنمرد.
(٦) قاسى: قاسا.
(٧) [وفيه]: تنقص فى الأصل.