للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسودون ميق، وعدّة أمراء عشروات، وغير ذلك من العسكر. - وفيه أعيد دولات خجا إلى الولاية، وصرف عنها التاج لكون أنه يتوجّه مع السلطان.

وفيه، فى تاسع عشره، خرج السلطان من القاهرة، يروم السفر إلى مدينة آمد، وأوكب السلطان فى ذلك اليوم، هو والأمراء والعسكر، بالشاش والقماش، والخليفة بالعمامة البغدادية، [وقدّامه القضاة الأربعة والجنائب، وعلى رأسه الصنجق الخليفتى قائما، وهذه التجريدة] (١) التى شهرت إلى الآن، ووافق سفره نزول الشمس برج الحمل، فكان لخروجه يوم مشهود (٢)، وكان له طلب حافل (٣)، جرّ فيه مائتى فرس، ملبّسة من البركستوانات الفولاذ، والمخمل الملوّن، وكان به نحو من خمسين فرسا بكنابيش وسروج ذهب، وكان به كجاوتين زركش.

وكان الخليفة المعتضد بالله داود، والعلاّمة شهاب الدين بن حجر قاضى قضاة الشافعية، والبدر العينى الحنفى، والشمس البساطى المالكى، ومحب الدين البغدادى الحنبلى، والقاضى كمال الدين بن البارزى كاتب السرّ، والقاضى زين الدين عبد الباسط ناظر الجيش، وسائر المباشرين، وسائر الأمراء من الأكابر والأصاغر، وسائر العسكر، فتوجّهوا جميعا إلى الريدانية، ونزلوا بها فى الوطّاق.

ثم إن السلطان قرّر فى نيابة الغيبة تغرى برمش التركمانى، أحد المقدّمين، وأمره أن يسكن بباب السلسلة؛ وترك ولده المقر الجمالى يوسف بالقلعة، ووكّل به الطواشى خشقدم الزمام؛ وترك بالقلعة الأمير تانى بك البردبكى، وكان يومئذ نائب القلعة؛ وجعل الأمير آقبغا التمرازى (٤) أمير مجلس بالقاهرة، يحكم بين الناس فى غيبة السلطان؛ وقرّر فى أمرية الحاج الأمير أينال الششمانى؛ وترك الصاحب كريم الدين كاتب المناخ بالقاهرة، لأجل أمور السلطنة؛ ثم إن السلطان


(١) ما بين القوسين نقلا عن لندن ٧٣٢٣ ص ١٨١ آ، وأيضا فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٣٧ آ.
(٢) يوم مشهود: يوما مشهودا.
(٣) طلب حافل: طلبا حافلا.
(٤) التمرازى: كذا فى الأصل، وكذلك فى المخطوطات الأخرى، أما فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٣٧ آفيقول: الحمزاوى.