للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى جمادى الأولى، قرّر السلطان أسنبغا الطيارى، أحد الأمراء العشروات، فى نيابة جدّة، عوضا عن سعد الدين بن المرة. - وفيه خسف جرم القمر جميعه، وأقام فى الخسوف نحوا من خمسين درجة. - وفيه قدم رسل شاه روخ بن تمر لنك، وعلى أيديهم كتاب من عند شاه روخ، فذكر فيه أنه قصده أن يكسو الكعبة المشرّفة، وخاطب السلطان فى كتابه بالأمير برسباى، وغلظ به من الألفاظ اليابسة، والعبارة الخشنة.

وفى جمادى الآخرة، عرض السلطان العسكر، وأشيع خروجه إلى البلاد الشامية بنفسه، فاضطربت أحوال الجند، فلما انتهى العرض، أمر بتعليق الجاليش على الطبلخاناة السلطانية، وثبّت سفره بنفسه، وبعث نفقة السفر إلى الأمراء، فبعث للأتابكى سودون من عبد الرحمن ثلاثة آلاف دينار، وإلى بقية الأمراء المقدّمين كل واحد منهم ألف دينار، وللأمراء الطبلخانات كل واحد خمسمائة دينار، وللأمراء العشروات كل منهم مائتى دينار - ذكر ذلك الشيخ تقى الدين المقريزى كما فصّل.

[وفيه] (١) ماتت خوند قنقباى، وكانت زوجة الظاهر برقوق، وهى أمّ سيدى عبد العزيز ولده الذى تسلطن، فخلفت من الأموال والتحف ما لا يحصى. - وفيه نفق السلطان على الجند، لكل واحد من الفضّة، عن الذهب، مائة دينار.

وفى رجب، أدير المحمل على العادة، ولم يكن له بهجة، [ولا ساقوا الرماحة على جرى العادة، ولا رمى النفط بالرملة، ولم تزيّن القاهرة زينة] (٢) على العادة، وسبب ذلك اشتغال الناس بالسفر السلطانى؛ ثم إن السلطان أرسل جماعة من الأمراء يتقدّمونه جاليشا، فخرج أتابك العساكر سودون من عبد الرحمن، وأينال الجكمى أمير سلاح، وقرقماس الشعبانى حاجب الحجّاب، وقانى باى الحمزاوى أحد المقدّمين،


(١) [وفيه]: تنقص فى الأصل.
(٢) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ١٧٩ آ.