للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقام بالريدانية يوما وليلة، ورحل إلى خانقاة سرياقوس، وهو آخر من خرج بنفسه إلى التجاريد من السلاطين إلى البلاد الشامية.

وفى شعبان، جاءت الأخبار بأن السلطان وصل إلى غزّة، فلاقاه نائبها الأمير أينال العلاى الأجرود، الذى ولى السلطنة فيما بعد، فكان للسلطان بغزّة موكبا حافلا، وهو أوّل مواكبه، فأقام بها ثلاثة أيام، ثم رحل عنها، فلما وصل النجاب إلى القاهرة بهذه البشارة، فنودى للناس بالأمان والاطمان، ورفع المظالم.

وفى رمضان، فى غيبة السلطان جرت واقعة غريبة، وهو أن رجلا غريبا دخل إلى سوق الحاجب، فوقف على بعض التجّار، فقال له التاجر: «يفتح الله عليك»، فلحّ فى الطلب، فقال له التاجر: «يفتح الله»، فخطف من يد التاجر دفتر حساب وفرّ به، فتبعه التاجر حتى أتى إلى زقاق، فأخرج سكينا، فضرب التاجر، فسقط ميتا فى الحال، وأظهر ذلك السائل أنه مجنون، فحمل إلى البيمارستان، وراح القتل فى كيس التاجر.

وفيه جاءت الأخبار بأن السلطان [دخل إلى دمشق، وكان له يوم مشهود، وحملت على رأسه القبّة والطير، وكان موكبا حافلا جدا. - وفيه جاءت الأخبار بأن السلطان] (١) رحل عن دمشق، وتوجّه إلى حمص، وزار سيدى خالد بن الوليد، ورحمه، ودخل حماة فى موكب حافل؛ فلما جاءت هذه الأخبار إلى القاهرة، دقّت البشائر بالقلعة. - ثم جاءت الأخبار بأن السلطان دخل إلى حلب، وكان له موكب حافل (٢)، وخرج إليه النائب، والقضاة الأربعة، وأرباب الوظائف الذين (٣) بحلب، وكان له يوم مشهود؛ فلما أقام السلطان بحلب، أخلع على القاضى محب الدين بن الشحنة، واستقرّ فى قضاء حلب وكانت شاغرة؛ ثم إن السلطان رحل من حلب، وتوجّه إلى البيرة.


(١) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ١٧٩ ب، وكذلك فى لندن ٧٣٢٣ ص ١٨١ ب.
(٢) موكب حافل: موكبا حافلا.
(٣) الذين: الذى.