للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تابعى، مات بمصر.

ثم عزل عبد الله بن طاهر.

وتولّى بعده الأمير عيسى بن يزيد الجلودى، فلم تطل أيامه، وعزل. - واضطربت أحوال الديار المصرية فى أيامه، وثار بمصر رجلان وهما عبد السّلام، وابن جليس، وخرجا عن طاعة أمير المؤمنين المأمون، واستحوذا على القرى، وبايعهما طائفة من القيسية واليمانية؛ فلما بلغ المأمون ذلك، خلع عيسى بن يزيد.

وولّى أخاه (١) أبا إسحق بن الرشيد، على مصر، مضافة إلى الشام، فقدمها سنة أربع عشرة ومائتين، فحارب أهل مصر، وقتل عبد السّلام، وابن جليس، وأقام بمصر مدّة، ثم رحل إلى الشام.

وتولّى بعده الأمير عمير بن الوليد التميمى، فأقام مدّة يسيرة، وعزل.

ثم أعيد الأمير عيسى بن يزيد الجلودى، فأقام مدّة يسيرة، وعزل.

ثم تولّى بعده الأمير عبدويه بن جبلة، وذلك سنة خمس عشرة ومائتين، فأقام بها مدّة يسيرة، وعزل.

ثم تولّى بعده الأمير عيسى بن منصور الرافقى؛ قال ابن زولاق: لما قدم الأمير عيسى إلى مصر، توجّه إلى بركة الحبش على سبيل التنزّه، فوقف عند الرصد، وتلفّت يمينا وشمالا، وقال لمن حوله: «إنى أرى عجيبا»، قالوا: «وما هو»؟ قال: «أرى ميدان أزهار، وحيطان نخل، وبستان شجر، ومنازل سكن، وجبانة أموات، ونهر جارى، وربيع (٢) من نبات أخضر، ومراعى ماشية، ومرابط خيل، وساحل بحر، ومقانص وحش، ومصائد سمك، وملاّح سفينة، وحادى إبل، ومغائر، ورمال، وسهل وجبل (٣)، وأهرام وقرى، فهذه سبع عشرة متنزّها، فى أقلّ


(١) أخاه: أخوه.
(٢) ونهر جارى، وربيع: كذا فى الأصل.
(٣) ورمال، وسهل وجبل: كذا فى الأصل.