للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان له رواية فى الحديث فى سنن النسائى، فدخلت نفيسة مصر، مع زوجها المؤتمن إسحق بن جعفر الصادق، فأقامت بمصر.

وكانت عابدة زاهدة، لها كرامات خارقة، وكانت فى سعة من المال، وتحسن للفقراء، وتحبّ فعل الخير، وتؤوى الأرامل واليتامى؛ ولما دخل الإمام الشافعى مصر، كانت تحسن إليه، وربما كان يصلّى بها فى رمضان، التراويح، وكان أهل مصر يعظّمونها.

فلما ماتت دفنت بدرب السباع، فعزم زوجها إسحق على أن ينقل جثّتها إلى المدينة الشريفة، فأقسم عليه أهل مصر أن يبقيها عندهم يلتمسون (١) بركتها، فأبقاها بمصر؛ وقيل عاشت من العمر نيفا وسبعين سنة، قال ابن خلكان: «الدعاء عند قبرها مجاب»؛ وكان لها أولاد من زوجها إسحق فدفنوا بمصر أيضا.

وفى هذه السنة توفّى يحيى بن حسان التنيسى، وكان إماما حجّة، مات فى رجب من تلك السنة، انتهى.

قال ابن خلكان: إنّ فى أيام عبد الله بن طاهر، ظهر البطيخ العبدلاوى بمصر، وهو الذى نقل زريعته إلى مصر، ولم يكن بها قبل ذلك شئ (٢) منه، فنسب إليه، وقيل البطيخ العبدلى.

وكان عبد الله بن طاهر من حذّاق العمّال، وهو الذى جدّد بناء جامع عمرو بن العاص، واتّسع فيه، وزخرفه وذهّب رءوس العمد، وأدخل فى الجامع دورا كثيرة من الخطط.

وأقام فى ولايته بمصر إلى سنة عشر ومائتين. - وفى أيامه، سنة إحدى عشرة ومائتين، توفّى ليث بن عاصم بن كليب، كان من أعيان العلماء، وكان إمام جامع عمرو.

وفى سنة إحدى عشرة ومائتين، توفّى أيضا السائب النجيبى أبو يحيى المصرى،


(١) يلتمسون: يلتمسوا.
(٢) شئ: شيئا.