للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما أشرف على الموت، أوصى أن لا ينسّله إلا أمير البلد، فلما مات، حضر الأمير إبراهيم بن محمد السرى، أمير البلد، فقيل له: «إنّ الإمام أوصى أن لا يغسّله إلا أنت»، قال: «هل توفّى الإمام وعليه دين»؟ قالوا: «نعم»، قال:

«احسبوا ما عليه من الدين»، فحسبوا، فإذا هو سبعون ألف درهم، فقضاها عنه الأمير إبراهيم، وقال: «هذا غسلى إياه، وإنما عنى عن الدين الذى عليه لأقضيه عنه».

وكانت وفاة الإمام الشافعى، رحمة الله عليه، ليلة الجمعة سلخ رجب سنة أربع ومائتين من الهجرة، ودفن بالقرافة الكبرى، مقابل تربة القاضى بكار، رحمة الله عليهما.

قيل لما مات الإمام الشافعى أوصى أنّ السيدة نفيسة تصلّى عليه، فلما مات أدخل نعشه فى دارها، وصلّت عليه، ثم حمل من عندها، ودفن؛ وكانت وفاة الإمام الشافعى فى دولة المأمون بن الرشيد، انتهى ذلك.

وفى سنة خمس ومائتين، توفّى بشر بن بكر البجلى التنيسى.

ولما تولّى الأمير إبراهيم على مصر، تغلّب عليه الأمير عبد الله السرى، فأقام إلى سنة ست ومائتين، وعزل عن ولايته بمصر.

ثم تولّى بعده الأمير عبد الله بن طاهر، ولاّه الخليفة المأمون، فحارب الأمير إبراهيم أشدّ المحاربة، وطرده عن مصر، وتولّى مكانه.

وفى سنة عشر ومائتين، توفّى الفقيه إسحق بن بكر بن مضرة المصرى، كان من طلبة الليث بن سعد، من أعيان العلماء.

وفى أيامه توفيت السيدة نفيسة، ، وكانت وفاتها فى شهر رمضان سنة ثمان ومائتين، وهى نفيسة ابنة الأمير حسين بن زيد بن على بن الحسين بن الإمام على بن أبى طالب؛ وكان أبوها الأمير حسين أمير المدينة الشريفة، أيام الخليفة المنصور، ثم عزله عن المدينة وصادره، فأخذ عياله وابنته نفيسة، ودخل مصر،