للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى يوم واحد على واحد (١) وأربعين أميرا، ما بين مقدّمين (٢) ألوف، وطبلخانات، وعشروات، وقبض على نحو ثلاثمائة مملوك من المماليك المؤيّدية، وحبس الجميع بقلعة دمشق.

ثم طلب الخليفة داود المعتضد بالله، والقضاة الأربعة، وخلع المظفر أحمد من السلطنة، وبايعه الخليفة وتلقّب بالملك الظاهر، وجلس على سرير الملك بقلعة دمشق، وباس له الأمراء الأرض، ونودى باسمه فى مدينه دمشق، وضجّ له أهل دمشق بالدعاء، ودقّت له البشائر بقلعة دمشق، وقد صفا له الوقت، وقبض على من يخشاه من الأمراء المؤيّدية، والتفّ عليه جماعة من خشداشينه الظاهرية، الذين (٣) كانوا قد شتّتوا فى البلاد، وهربوا من المؤيّد لما توجّه نحو البلاد الشامية.

فلما تسلطن ططر فى يوم الجمعة، خطب باسمه فى ذلك اليوم على منابر دمشق، وفرح غالب الناس بسلطنة ططر، فإنه كان رجلا عاقلا قليل الأذى، وكانت المماليك المؤيّدة جاروا على الناس، وصاروا يأخذوا (٤) شئ التجار والمتسبّبين غصبا، فكرههم كل أحد من الناس، فلما تسلطن الظاهر ططر قمعهم، وقتل منهم جماعة كثيرة.

ثم إن ططر لما صار نظام الملك، وسكن فى القلعة، مشت الناس بينه وبين خوند سعادات بنت سودون الجركسى، زوجة الملك المؤيّد شيخ، وهى أمّ الملك المظفر أحمد، فتزوّج بها ططر، وخرجت مع ابنها إلى الشام، فلما خلع ابنها من السلطنة وتولّى عنه، فقيل إنها سمّته فى منديل الفراش، كما سيأتى الكلام على ذلك.

أقول: وكان أصل الظاهر ططر من مماليك الظاهر برقوق، من مشترواته، ثم أعتقه، وأخرج له خيلا وقماشا، وصار من جملة المماليك السلطانية، فلما مات الظاهر برقوق، وتولّى ابنه الناصر فرج، وخرج إلى البلاد الشامية، هرب ططر من هناك، وتوجّه إلى جكم العوضى لما تسلطن بحلب، فلما قتل جكم التفّ على (٥) شيخ


(١) واحد: إحدى.
(٢) مقدمين: كذا فى الأصل.
(٣) الذين: الذى.
(٤) يأخذوا: كذا فى الأصل.
(٥) التف على: فى باريس ١٨٢٢ ص ٣١٧ آ: التف ططر على.