للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى جمادى الآخرة، جاءت الأخبار بأن جماعة من الأمراء الذين (١) كانوا قد فرّوا من المؤيّد شيخ، أتوا إلى ططر، فسرّ بهم وأكرمهم، وكانوا توجّهوا نحو بلاد العجم، وهم: سودون من عبد الرحمن نائب طرابلس، وطراباى نائب غزّة، ويشبك الدوادار، وجانى بك الحمزاوى نائب طرسوس، فأخلع عليهم وأحسن لهم.

وفيه ظفر ططر بجقمق نائب الشام، الذى خامر وخرج إلى صرخد، فقتله بقلعة دمشق، وقتل معه عدّة أمراء ونوّاب؛ ثم إن ططر أخذ الملك المظفر فى محفّة، وتوجّه إلى نحو حلب. - وفيه وقعت نادرة غريبة، وهى أن السماء أمطرت مطرا غزيرا، وذلك بعد نقل الشمس إلى برج السرطان، فتعجّب الناس من ذلك.

وفى رجب، جاءت الأخبار بأن ططر لما دخل إلى حلب، أمر بشنق كردى بك أمير التركمان بالعمق. - وفيه أتاه طائعا مقبل الدوادار، الذى فرّ من مصر والتفّ على نائب الشام، فأكرمه وعفا (٢) عنه. - ثم إن ططر أخلع على تغرى بردى بن قصروه، واستقرّ نائب حلب، عوضا عن أينال الجكمى؛ وقرّر أينال الجكمى فى أمرية سلاح بمصر.

وفيه توفّى السلطان المعظم ملك الروم محمد بن أبى يزيد بن مراد، المعروف بمحمد كرشجى، وكان ملكا جليلا، شجاعا بطلا، منازيا فى الكفّار، ولما مات استقرّ بعده ابنه الكبير مراد بك. - وفيه قدم رسول شاه روخ بن تمر لنك، على نظام الملك ططر؛ وقدم عليه أيضا رسول قرايلك. - وفيه قتل قجقار القردمى، خنقا بثغر الإسكندرية.

وفى شعبان، قتل ألطنبغا الصغير، نائب حلب. - وفيه أوفى (٣) النيل فى غياب العسكر، فتوجّه بعض الحجّاب، فكسر السدّ. - وفيه رجع ططر من حلب إلى الشام، فلما استقرّ بالشام، قبض على جماعة كثيرة من الأمراء المقدّمين، منهم:

أينال الجكمى، وأينال الأزعرى حاجب الحجّاب، وسودون اللكاش، وجلبان


(١) الذين: الذى.
(٢) وعفا: وعفى.
(٣) أوفى: أوفا.