للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى صفر، جاءت الأخبار بأن جقمق نائب الشام، استولى على قلعة دمشق، وأظهر العصيان، فاضطربت أحوال نظام الملك ططر، ونادى للعسكر بالعرض. - وفيه توفّى الشيخ الصالح حدندل، وكان من المجذوبين.

وفيه جمع القضاة الأربعة، والخليفة داود، وأعرض عليهم أمر جقمق نائب الشام، فأشهد عليه الخليفة أنه فوّض إليه أمور المملكة جميعا، يعزل من يشاء، ويولّى من يشاء، ويفعل كما يختار. - وفيه توفّى بهاء الدين البرجى، الذى كان محتسب القاهرة، وحظى أيام المؤيّد. - وفيه خسف القمر، فتفاءل الناس بزوال الملك المظفر سريعا.

وفيه جاءت الأخبار بأن الأتابكى ألطنبغا القرمشى، تحارب مع يشبك اليوسفى نائب حلب، فقتل نائب حلب على يد الأتابكى ألطنبغا، وأن ألطنبغا لما بلغه سلطنة الملك المظفر، خرج عن الطاعة وأظهر العصيان، فولّى فى نيابة حلب ألطنبغا الصغير، عوضا عن يشبك اليوسفى.

وفيه أفرج نظام الملك ططر عن الأمير قجق العيساوى، وبيبغا المظفرى، وكانا بالسجن بثغر الإسكندرية؛ وأرسل بإحضار يشبك الساقى المعروف بالأعرج، وكان بطّالا بالقدس؛ وأمر بالإفراج عن الأمير محمد بن قرمان، وأخلع عليه وأمره أن يسافر إلى بلاده على عادته. - وفيه توفّى ريس الأطباء علم الدين سليمان بن حبيبة الإسرائيلى، وكان عارفا بصنعة الطب.

وفى ربيع الأول، عمل المولد الشريف بالقلعة، وجلس السلطان أحمد المظفر فى مرتبة أبيه، فأقام نحوا من خمس عشرة (١) درجة، وهو ساكت لم يبك، فتعجّب الناس من ذلك. - وفيه أخلع نظام الملك ططر على الأمير تانى بك (٢) ميق، واستقرّ أتابك العسكر بمصر، عوضا عن ألطنبغا القرمشى؛ ثم أنعم بتقادم ألوف على جماعة من الأمراء الذين (٣) أفرج عنهم، منهم بيبغا المظفرى، وقجق،


(١) خمس عشرة: خمسة عشر.
(٢) تانى بك: قانى بك.
(٣) الذين: الذى.