للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم نفق على العسكر نفقة السلطنة، لكل واحد مائة دينار، وأرضى المماليك المؤيّدية بكل ما يمكن، حتى كفى شرّهم؛ وأخلع على بدر الدين بن نصر الله، وقرّر فى نظر الخاص، والوزارة أيضا؛ وفيه يقول الشهاب الحجازى من أبيات حماق، وقد أجاد:

نصر الله على أعداه قد ظهر … وربّ السماء أعطاه

فتبّت يدى الكافرين … إذا جاء نصر الله

وأخلع على صدر الدين العجمى، وأعاده إلى الحسبة كما كان، وقال له الأمير ططر: «لا تظلم أحدا من السوقة، [وإلاّ] شنقتك على باب زويلة»؛ ثم إن الأمير ططر رسم أن يعاد لأجناد الحلقة، ما كان أخذ منهم المؤيّد لأجل التجريدة، فنادى بذلك وضجّ الناس له بالدعاء. - وفيه أخلع على علم الدين (١) بن الكويز، وقرّر فى كتابة السرّ؛ وأخلع على كمال الدين بن البارزى، وقرّر فى نظر الجيش، عوضا عن علم الدين (٢) بن الكويز.

وفيه أخرج (٣) الأمراء الذين (٤) كان قبض عليهم، وكانوا فى السجن بثغر الإسكندرية، وهم فى القيود، وكان ططر يعلّم على المربعات والمراسيم باسم الملك المظفر أحمد، وفى الحقيقة ما كان السلطان إلا ططر. - وفيه عزل السلطان صلاح الدين بن الهيصم من نظر ديوان المفرد، وقرّر فيه تاج الدين عبد الرزاق [ابن] (٥) كاتب المناخات، فلما ألبسوه الخلعة، قالوا له: «هذه خلعة الوزارة»، فامتنع من ذلك ولبسها غصبا على كره منه.


(١) علم الدين: صلاح الدين. وسوف يرد الاسم «علم الدين» هنا فى الأصل فيما بعد ص ١٥٨ ب، وكذلك فى طهران ص ١٤٤ آ وص ١٥٣ ب، وأيضا فى لندن ٧٣٢٣ ص ١٥٦ ب وكذلك فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٢٣ ب، وانظر أيضا طبعة بولاق ج ٢ ص ٣.
(٢) علم الدين: الصلاح.
(٣) أخرج: أخلع.
(٤) الذين: الذى.
(٥) [ابن]: عن طهران ص ١٤٤ آ، ولم تذكر فى الأصل، أو فى لندن ٧٣٢٣ ص ١٤٧ ب، كما لم تذكر فى باريس ١٨٢٢ ص ٣١٥ ب.