للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الواقعة اتّفقت لروح بن حاتم، أمير أفريقية، ولكن أبا سعيد كان فى سعة من المال أكثر من روح بن حاتم أمير أفريقية، فلا ينكر عليه هذه الواقعة لعظم شأنه.

وفية توفّى الصاحب عبد الكريم ابن شاكر بن الغنام القبطى، وقد عاش من العمر فوق المائة سنة، وكان ريسا حشما، تولّى الوزارة مرّتين، وهو صاحب تلك المدرسة التى بجوار جامع الأزهر، وهى تعرف به. - وفيه توفّى الشيخ جمال الدين ابن يوسف بن سيدى إسماعيل الإنبابى، رحمة الله تعالى عليه، وكان عالما صالحا فى سعة من المال، وكان ينسب إلى سعد بن عبادة، .

وفيه مرض السلطان مرض الموت، فأحضر الخليفة، والقضاة الأربعة، وعهد بالملك (١) من بعده لولده أحمد الرضيع، وجعل ألطنبغا القرمشى مدبّر المملكة، وجعل القائم بتدبير الدولة، إلى أن يحضر [الأتابكى] (٢) ألطنبغا من حلب، الأمير ططر، ثم الأمير قجقار القردمى، والأمير تانى بك ميق، وحلّف الأمراء على ذلك، وحلّف المماليك أيضا، فكان كما قيل:

وتقضى الليالى باجتماع وفرقة … ويحدث من بعد الأمور أمور

ثم أرجفت القاهرة بموت السلطان، وكثر القال والقيل بين الناس، وخرج الحاج وهم على وجل بموت السلطان.

وفى ذى القعدة، حصل للسلطان نشاط، ونزل وشقّ القاهرة، وزيّنت له، وتوجّه إلى التاج والسبع وجوه، فأقام به أربعة أيام، ثم عاد إلى القلعة، ودخل من باب الشعرية، وشقّ القاهرة ثانيا، وضجّ الناس له بالدعاء، وكل ذلك جرى والسلطان لائحة عليه غبرة الموت، كما قيل:

إذا وجد الشيخ فى نفسه … نشاطا فذلك موت خفى

ألم ترضوء السراج له … لهيب يرى عندما ينطفى


(١) بالملك: للملك.
(٢) [الأتابكى]: تنقص فى الأصل.