للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى بولاق، فنزل وسار إلى المقياس، [والجمّ الغفير من المراكب حوله] (١)، وكسر السدّ، وكان يوما مشهودا، وطلع من هناك إلى القلعة؛ وقد غاب عن القلعة ثلاثين يوما، وهو فى بولاق فى بيت [ابن] (٢) البارزى.

وفى شعبان، سرق الإفرنج رأس مرقض الإنجيلى، وكانت هذه الرأس بمكان بالإسكندرية، وكانت النصارى تعظّم ذلك المكان، وخصوصا اليعاقبة، وكانوا يزورون هذا المكان، فشقّ ذلك على البترك.

وفى رمضان، نقص النيل عن منتهى أوان الزيادة، فضجّ الناس له وتزايد الغلاء، وقد قال القائل:

قد قلت لما أن تزايد نيلنا … أو كاد ينزل عن وفا المقياس

يا نيل يا ملك المياه بأسرها … ما فى وقوفك ساعة من باس

وفيه أرسل ابن السلطان رأس مصطفى بن قرمان، الذى كان أظهر العصيان، فأمر السلطان أن تعلّق على باب النصر. - وفيه جاءت الأخبار بأن ابن السلطان قد وصل إلى قطيا، فخرج الأمراء وأرباب الدولة إلى لقائه، فلما أتوا للعكرشة، نزل السلطان ولاقاه من هناك، فنزل هو والأمراء وقبّلوا الأرض للسلطان، ثم تهيّأوا إلى الدخول إلى القاهرة، فدخلوا فى موكب حافل، وكان لهم يوم مشهود، وقدّامهم الأمراء الذين (٣) أسروا من أمراء ابن قرمان، وكانوا نحوا من مائتى إنسان، فزيّنت القاهرة لقدوم ابن السلطان، وكان هذا الموكب لتمام سعد ابن السلطان، وقد مات عقيب ذلك، كما سيأتى ذكره.

وفى شوال، صلّى السلطان صلاة عيد الفطر فى القصر الكبير، وخطب به هناك، وكان قد ثقل بمرض رجله، وعجز عن الحركة. - وفيه أخلع السلطان على جقمق الدوادار، وقرّره فى نيابة الشام، عوضا عن تانى بك ميق؛ وقرّر تانى بك ميق


(١) ما بين القوسين نقلا عن طهران ١٣٦ ب.
(٢) [ابن]: تنقص فى الأصل.
(٣) الذين: الذى.