للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى جمادى الآخرة، ثار على السلطان ألم رجله، ولزم الفراش، واستمرّ الغلاء عمّال بمصر وضواحيها. - وفيه طلب قاضى القضاة شمس الدين الديرى، صدر الدين ابن العجمى محتسب القاهره، فلما حضر كشف رأسه وعزّره لأمر أوجب ذلك. - وفيه جاءت الأخبار بأن سيدى إبراهيم بن السلطان استولى على ملطية وعدّة بلاد، وبعث الأتابكى ألطنبغا القرمشى مع جماعة من العسكر إلى أرتكلى ولا رندة، فكبسوا على ابن قرمان، ففرّ منهم، فنهبوا وطاقه العسكر، وأسروا جماعة من أمرائه وعسكره.

وفى رجب، نزل السلطان فى محفّة إلى بولاق، وأقام ببيت [ابن] (١) البارزى الذى هناك، وكان ثار عليه ألم رجله، فنزل إلى بيت ابن البارزى هو وحريمه، وصار الأمراء يعطوا (٢) السلطان الخدمة هناك بالشاش والقماش، وبحضر هناك العسكر، وأمر الرّماحة أن تسوق هناك على الخيل، وهم لابسون (٣) الأحمر، فساقوا فى ساحة بولاق، والسلطان ينظر إليهم من بيت ابن البارزى، وكان يوما مشهودا، فعدّ ذلك من النوادر.

وفيه دخل السلطان إلى الحمام الذى (٤) بالحكر. - ثم إن السلطان نزل فى الحرّاقة من بيت ابن البارزى، وتوجّه إلى البيت الذى أنشأه الخروبى بساحل برّ الجيزة، ثم إن الخروبى قدّم (٥) هذا البيت، الذى أنشأه، إلى السلطان، فعمله مدرسة؛ وجعل شبّاك القاعة الذى فى الوسط محرابا، وأنشأ به مئذنة (٦) وخلاوى، وهى إلى الآن باقيه وتسمى بالخروبية.

وفيه أوفى (٧) النيل، فأحضروا إلى السلطان بالذهبية إلى بيت ابن البارزى، الذى


(١) [ابن]. تنقص فى الأصل.
(٢) يعطوا: كذا فى الأصل.
(٣) لابسون: كذا فى الأصل.
(٤) الذى: التى.
(٥) قدم: هدم.
(٦) مئذنة: مادنة.
(٧) أوفى: أوفا.