للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخليلى عن نيابة طرابلس، وقرّر فى نيابة صفد؛ وأخلع على برسباى الدقماقى، واستقرّ نائب طرابلس، عوضا عن برد بك الخليلى.

وفيه ولد للسلطان ولد ذكر، سمّاه سيدى موسى، فدقّت له الكوسات بالقلعة ثلاثة أيام، وعمل السلطان عقيقة بلغ المصروف عليها خمسة عشر ألف (١) دينار؛ وأخلع فى ذلك اليوم على الأمراء المقدّمين، وأرباب الدولة، وأركبهم بالخيول بالكنابيش الزركش، والبدلات الذهب، وكان يوما مشهودا؛ فعاش سيدى موسى المذكور نحوا من خمسة أشهر ومات، وكان من سريّة يقال لها طولوباى، فكان كما قال القائل فى المعنى:

بدا (٢) وفى الحال قد توارى … فيالها طلعة شريفة

جوهرة ما عملت إلاّ … دموع عينى لها عقيقة

وفى جمادى الأولى، صرف قاضى القضاة جلال الدين البلقينى عن القضاء، وتولّى شمس الدين محمد بن عطا الله الهروى، وكان أعجمى اللسان، فلم يخطب بالسلطان فى مدّة ولايته. - وفيه بعث السلطان تجريدة إلى بلاد الصعيد لبنى عمرو هوارة، وكان بها خمسة من الأمراء المقدّمين، وكان سودون القاضى، وأينال الأزعرى توجّها قبل ذلك إلى الصعيد، وكسرهما ابن عمر، فبعث السلطان هذه التجريدة الثقيلة.

وفيها توفّى الأمير بيسق الشيخى الظاهرى الحنفى، وكان من خيار الأمراء، وهو الذى تولّى [عمارة] (٣) الحرم الشريف بمكّة المشرّفة لما حرق، وكان بطّالا بالقدس، وله اشتغال بمذهب الحنفية. - وفيه شرع السلطان فى عمارة بيمارستان للمرضى، بمكان المدرسة الأشرفية التى هدمت، وكانت تجاه الطبلخاناه السلطانية، فبنى مارستان (٤) هناك، ومدرسة، وهى إلى الآن باقية. - وفيه توفّى آقبغا شيطان، الذى كان والى القاهرة، مات قتيلا.


(١) ألف: آلاف.
(٢) بدا: بدى
(٣) [عمارة]: عن طهران ص ١٣٢ آ.
(٤) مارستان: مرستان.