للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رعيّتى»؟ فأرسل الليث يقول له: «يا أمير المؤمنين، إنّ لى فى كل يوم من متحصّل غلالى ومتجرى ألف دينار، فاستحيت أن أقابل مثل هذا الرجل بأقلّ من متحصّل يوم واحد».

وكان الليث مع وجود هذه السعة الزائدة، ما يحول عليه الحول ومعه مال يجب عليه زكاته، وكان يهبه للفقراء والعلماء، وغير ذلك من الناس، فكان سعيد الدنيا والآخرة، كما قيل:

ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا … وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل

انتهى ذلك.

ثم تولّى بعده الأمير عبد الله بن المسيب الضبى، فلم تطل أيامه، وعزل سنة ست وسبعين ومائة.

ثم تولّى بعده الأمير إسحق بن سليمان العبّاسى، تولّى سنة سبع وسبعين ومائة، فلم تطل أيامه، وعزل سنة ثمان وسبعين ومائة. - وفى هذه السنة، توفّى خلاد ابن سليمان الحضرمى، تابعى من الطبقة الثانية.

ثم تولّى بعده الأمير هرثمة بن أعين، فأقام بها نحو شهر، وعزل.

ثم تولّى بعده الأمير عبد الملك بن صالح العبّاسى، تولّى سلخ سنة ثمان وسبعين ومائة، فأقام نحو شهر، وعزل، وقيل مات.

ثم تولّى بعده الأمير عبيد الله بن الخليفة المهدى، تولّى سنة تسع وسبعين ومائة، فأقام نحو سنة، وعزل، وهذه ثانى ولاية.

ثم تولّى بعده الأمير موسى بن عيسى الخصيب، وهى الولاية الثانية، وكان يعرف بالخصيب لوضاحة وجهه. - وفى أيامه دخل أبو النواس مصر، وامتدح موسى الخصيب بقصائد سنية، منها هذه الأبيات:

تخصّكم يا أهل مصر نصيحتى … ألا فخذوا من ناصح بنصيب

أتاكم أمير شرّف الله قدره … أكول لحياة البلاد شروب

فإن يك باق سحر فرعون فيكم … فإنّ عصى موسى بكفّ خصيب