للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكويز، فى نظر الجيش، وهو أول ضخامة بيت الكويز، وكان العلمى داود هذا أصله من الشوبك، والتفّ على شيخ لما كان فى العصيان، وصار من جماعته، فلما دخل شيخ إلى القاهرة، دخل معه، ثم رقى (١) فى أيامه إلى عدّة وظائف جليلة، وكان عاريا من العلم، يكثر الصمت بين الفقهاء، خوفا من اللحن فى كلامه، وكان لا يحفظ من القرآن إلا القليل، وفيه يقول الشيخ تقى الدين بن حجة، وهو قوله:

العلم ابن الكويز قال معى … لطف وظرف حواهما كرم

وفاتنى بانة مهفهفة … فقلت لا بانة ولا علم

ولكنه كان كثير البرّ والمعروف، وكان يحسن للفقهاء ويبرّهم، وصار من أعيان الرؤساء بالديار المصرية. - وفيه استقرّ قاضى قضاة الحنفية صدر الدين الآدمى فى الحسبة، مضافا لقضاء الحنفية، ولعله أول من جمع بينهما، وكان فى الحسبة قبله محمد بن عمر بن رمضان، فشكوا منه الناس، فقبض عليه السلطان، وضربه بين يديه ضربا مؤلما.

وفيه أخلع السلطان على جانى بك الصوفى، واستقرّ رأس نوبة كبير؛ وأخلع على سودون الأشقر، واستقرّ أمير مجلس. - وفيه قبض السلطان على طوغان الحسنى أمير دوادار كبير، وبعث به إلى السجن بثغر الإسكندرية؛ ثم أخلع على مملوكه جانى بك، واستقرّ دوادار كبير، عوضا عن طوغان؛ فكادت أن تثور فتنة بين الأمراء وبين السلطان؛ وطوغان هذا هو صاحب الصهريج الذى فى آخر الخشابين عند باب الشعرية.

وفى جمادى الآخرة، قبض السلطان على جماعة من الأمراء، منهم: سودون الأشقر، الذى قرّره أمير مجلس؛ وقبض على كمشبغا أمير شكار، وبعثا إلى السجن بثغر الإسكندرية. - وفيه حضر مغلباى ناظر القدس، وهو فى الحديد، وكان من أصحاب نوروز، فلما حضر أمر السلطان بتوسيطه، ومعه ثلاثة من أمراء طرابلس.

وفيه أخلع السلطان على أينال الصصلانى، واستقرّ أمير مجلس، عوضا عن سودون الأشقر؛ [وأخلع على قجق، واستقرّ به حاجب الحجاب] (٢)؛ وأخلع على تاج الدين


(١) رقى: رقا.
(٢) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ١١٩ آ.