وفيه، فى ثامن عشرينه، ابتدأ السلطان فى نفقة المماليك، يفرّقها عليهم، فأنفق لكل واحد أربعين مثقالا، فبلغت النفقة على ثلاثة آلاف؛ ونودى فى يومه بأنّ سعر كل مثقال، بمائة وخمسين، بعد مائة وثلاثين، فكثر الضرر بذلك.
وأما الشام، فإنّ فى خامسه، قدم الخبر بانهزام الأمير شيخ، نائب الشام، من جكم، إلى [غزّة](١)، فلما بلغ السلطان ذلك اهتم للسفر.
وفيه، فى خامس عشرينه، توجّه الأمير سودون من زادة إلى الأمير شيخ، باستمراره فى نيابة الشام، على عادته، وصحبته سلاح كثير، أنعم به عليه، وتشريف ليلبسه، مع عدّة ثياب. - وفيه خرج المطبخ إلى ملاقاة الأمير شيخ.
وفيه أنكر على الأمير كزل العجمى، أمير الحاج، ما فعله، فإنّه أخذ من الحجّاج على كل جمل دينارا، وباعهم الماء الذى يردّوه، فصودر، وأخذ منه قريب المائتى ألف درهم، ففرّ فى سلخه، فأخذ له حاصل فيه قماش وغيره، وأخرج إقطاعه.
وأما الشام، فإنّ الأميرين جكم، ونوروز، وجّها، فى رابعه، الرسل إلى السلطان، بصورة ما جرى؛ وخرج الأمير جكم من دمشق، هو والأمير نوروز، فى حادى عشره، فتوجّه جكم إلى جهة حلب، وتوجّه نوروز فى طلب شيخ، فلم يدركه، وفرّ سودون المحمدى من عند الأمير شيخ، وكان مقيّدا، ولحق بالأمير نوروز.
وفيه، فى آخره، أثبت قضاة حماة، أنّ طائرا سمع وهو يقول:«اللهم انصر جكم».
وفى صفر، أوله السبت، أهلّ والأسعار غالية، وبلغ لحم البقر إلى سبعة دراهم الرطل، ولحم الضأن إلى تسعة، والأسواق متعطّلة، والناس فى خوف ووجل من الظلم.
وفيه خرج الأمير يشبك، وغيره من الأمراء، إلى ملاقاة الأمير شيخ. - وفيه، فى ثلثه، قدم الأمير شيخ، ومعه الأمير دمرداش، نائب حلب، والأمير خاير بك، نائب غزّة، والأمير ألطنبغا العثمانى، حاجب الحجّاب بدمشق، والأمير يونس الحافظى، نائب حماة، والأمير سودون الظريف، والأمير تنكزبغا الحططى،