للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد نسخ الكتاب من بعده … عصفورنا إذ طار للّحد

مذ كتب العهد قضى نحبه … وكان منه آخر العهد

وتوفّى أحمد بن محمد بن إسمعيل بن عبد الرحيم بن يوسف بن سمير بن حازم شهاب الدين أبو هاشم بن البرهان، العبد الصالح، الداعى إلى الله، فى يوم الخميس لأربع بقين من جمادى (١) الأولى، وهو الذى قام على الملك الظاهر برقوق، وكان أحد نوادر الدنيا.

وتوفّى محمد بن محمد بن محمد بن أسعد بن عبد الكريم بن يوسف بن على بن طحا القاضى فخر الدين أبو اليمن الثقفى القاياتى، أحد نوّاب الحكم الشافعية، فى ليلة الأربعاء حادى عشرين رجب، وقد تجاوز الثمانين، بمدينة مصر، وكان عريا من العلم، كثيرا كبيرا (٢).

وتوفّى عبد الرحمن بن على بن خلف زين الدين أبو المعالى الفارسكورى، أحد فضلاء الشافعية، وخيارهم (٣)، فى ليلة الأحد سادس عشرين رجب.

وتوفّى إبراهيم بن عبد الرزاق بن غراب، الأمير، القاضى سعد الدين بن علم الدين بن شمس الدين، فى ليلة الخميس تاسع عشر شهر رمضان، ولم يبلغ من العمر ثلاثين سنة، وكان الملك الناصر قرّبه إليه، ورقى (٤) فى أيامه، حتى صار أمير مائة مقدّم ألف، وكان يجلس مع الأمراء المقدّمين، تحت الأمير الكبير؛ وصار مشير الدولة، واجتمعت فيه الكلمة، وصار صاحب الحلّ والعقد فى تلك الأيام؛ وتزايا بزىّ الأتراك، ولبس الشاش والقماش، وخرج عن طور المباشرين، ولم يقع هذا لأحد من المباشرين قبله، وأقام فى هذه العظمة مدّة يسيرة، وعاجله الموت بغتة، فكان كما قيل فى المعنى:

فكان كالمتصنّى أن يرى فلقا … من الصباح فلما أن رآه عمى

وتوفّى طاهر بن الحسن بن عمر بن الحسن بن عمر بن حبيب زين الدين الحلبى،


(١) جمادى: جمدى.
(٢) كثيرا كبيرا: كذا فى الأصل.
(٣) وخيارهم: وخياريهم.
(٤) ورقى: ورقا.