للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليه تقليد بنيابة حماة، وهو مشتّت عند التركمان، فتوصّل حتى دخل حماة؛ فيوم دخلها وصل إليها ابن صاحب الباز بجمائع التركمان، فلم تكن فيه قوّة يلقاهم بها، فإنّ عسكر حماة سار إلى الأمير جكم بحلب، فخرج من حماة إلى حمص، وكتب إلى الأمير شيخ، يستأذنه فى القدوم عليه، فأذن له، فلما قدم أكرمه، وأنزله.

وفيه فرض الأمير شيخ، على أهل دمشق، أجرة مساكنهم لشهر، يحملونها إليه، إعانة له على قتال التركمان، فإنّهم أكثروا الفساد فى بلاد حماة، وطرابلس.

وفيه كتب السلطان بطلب الأمير نوروز من حلب، وقدومه إلى القاهرة. - وفيه استقرّ كمال الدين عمر بن العديم، قاضى قضاة الحنفية، فى مشيخة الخانقاة الشيخونية، عوضا عن الشيخ ولىّ الدين زادة الخرزبانى، وقد جمع بين قضاة الحنفية ومشيخة الخانقاة الشيخونية.

وفى شوّال، أوله الاثنين، فيه، فى يوم الثلاثاء سادس عشره، استقرّ البساطى فى قضاء المالكية، وعزل ابن التنسى. - وفيه، فى عشرينه، أعيد ابن شعبان إلى الحسبة، وعزل الهوّى.

وأما البلاد الشامية، فإنّ الأمير جكم، نائب حلب، خرج ومعه الأمير نوروز، وغيره، فقاتل التركمان، وكسرهم كسرة فظيعة. - وفيه قدم عليه كتاب السلطان بطلب نوروز، وغيره من الأمراء، فأغلظ على الرسول، وامتنع من ذلك؛ وكان قد بعث إلى الأمير شيخ يطلبه ليحارب التركمان، فتباطأ عنه، وبلغه مع ذلك أنّه قد أكرم الأمير دمرداش، فشقّ ذلك عليه، وتنكّر على الأمير شيخ، وكتب يأمره بإمساك دمرداش، ففطن دمرداش بذلك، وفرّ من دمشق، فى ليلة الاثنين ثالث عشرينه، فبعث الأمير شيخ فى طلبه جماعة، ففاتهم، ولم يدركوه.

وفى ذى القعدة، أوله الثلاثاء، فيه، فى ثالثه، قدم الخبر بأنّ الأمير جكم، لما أخذ حلب، سار إلى الأمير فارس بن صاحب الباز التركمانى، المتغلّب على أنطاكية، وقاتله، وكسره أقبح كسرة، وأخذ له أموالا جزيلة، فقوى جكم بذلك، فجاءه الخبر بمسير الأمير نعير بن حيار، أمير الملا، إليه، فلقيه عند قنسرين، فى نصف شوّال، وقاتله،