وفى شعبان، أوله الجمعه، فيه، فى يوم الاثنين رابعه، استدعى السلطان، أبو الفضل العبّاس بن محمد المتوكّل على الله، وقرّر فى الخلافة، عوضا عن أبيه، ولبس التشريف بحضرة السلطان، ونزل إلى داره فى موكب حفل، وقدّامه القضاة الأربعة، حتى وصل إلى بيته، ويلقّب بالمستعين بالله، وهو الذى تسلطن بعد الملك الناصر، كما سيأتى الكلام عليه، وفيه يقول القائل:
خليفتنا جاز الفخار بأسره … وبأسره مجموع كل الناس
ولقد روى الضحاك عن ثغره … والجفن فى الإغضاء عن العبّاس
وفيه كتب باستقرار الأمير طولو من على باشاه، فى نيابة صفد، عوضا عن الأمير بكتمر الركنى، وجهّز تقليده، وتشريفه، على يد الأمير آقبردى، رأس نوبة. - وفيه كتب باستقرار الأمير دمرداش، فى نيابة حماة، وكان منذ فارق نوروز، على حماة، وسار إلى حلب، وأخذها، فلما أدركه هرب، ونزل عند التركمان.
وفيه، فى ثامن عشره، خلع بدمشق على الشهاب الحسبانى، بقضاء دمشق، وقد كتب فيه الأمير شيخ إلى السلطان، فبعث إليه بالخلعة والتوقيع، وكان قبل ذلك يباشر القضاء بغير ولاية.
وفيه، فى تاسع عشره، قدم دمشق الأمير علان، نائب حلب، كان يريد القاهرة، فأكرمه الأمير شيخ، وأنزله.
وفيه، فى سابع عشرينه، قدم إلى دمشق الأمير ألطنبغا العثمانى، وقد ولاّه السلطان حاجب الحجّاب بدمشق، فلبس تشريفه، وباشر من الغد.
وفى رمضان، أوله الأحد، فيه، فى رابع عشره، أعيد ابن شعبان إلى الحسبة، وعزل ابن المعلمة. - وفيه، فى سادس عشره، أعيد ابن خلدون إلى قضاء القضاة المالكية، وعزل البساطى. - وفيه استقرّ فى الحسبة ابن المعلمة، وعزل ابن شعبان بعد يومين.
وفيه، فى تاسعه، مات سعد الدين إبراهيم بن غراب. - وفيه، فى ثالث عشرينه،