للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحمزة، ويوسف، ولم يل (١) من أولاده سوى هؤلاء (٢) الخمسة؛ وأما يعقوب، وموسى، لم يليا.

ولم يتّفق مثل هذا سوى لعبد الملك بن مروان الأموى، فإنّه لما مات خلف من الأولاد أربعة، وهم: الوليد، وسليمان، ويزيد، وهشام، وكل منهم ولى الخلافة بعده.

ومات المتوكّل وقد قارب الثمانين سنة من العمر، وقد عهد لولده العبّاس من بعده، وكان أكبر أولاده.

وأما الشام، فإنّ الأمير شيخ، وجكم، سارا بعسكرهما من حماة، يريدان حلب، وبها نوروز، فلما وصلا إلى المعرّة، كتب إليهما الأمير نوروز، يعتذر بأنّه لم يعلم بولاية الأمير جكم حلب، وخرج بمن معه منها إلى البيرة بغير قتال، واستقرّ جكم بها، وعاد الأمير شيخ.

وفيه كتب باستقرار الأمير جكم فى نيابة طرابلس، مضافا إلى نيابة حلب، بمثال سلطانى، على يد مغل بيه، من غير كتابة تقليد؛ وكتب إلى الأمير نوروز الحافظى، بالحضور إلى القدس بطّالا؛ وإلى الأمير بكتمر جلق، بأن يكون أميرا كبيرا، مقدّم ألف بدمشق.

فلما كان يوم الاثنين عشرينه، دخل الأمير شيخ إلى دمشق بالخلعة السلطانية، ونزل بدار السعادة، وقرئ تقليده؛ فكتب بالإفراج عن الأمير سودون الظريف، ودمرداش، حاجب دمشق، وتنكزبغا، نائب بعلبك، فقدموا من الصبيبة فى رابع عشرينه؛ وكان سماط الخليل، ، قد بطل، فحمل إليه من دمشق مائة غرارة، ما بين قمح، وشعير، لتعمل جشيشة، وتخبز خبزا.

وأما الأمير جكم، فإنّه لما استقرّ بحلب، ما زال يكاتب الأمير نوروز، وعلان، حتى قدما بمن معهما حلب، وانضمّا إليه، ثم كتب إلى الأمير شيخ بذلك، فقبض حينئذ على الطواشى شاهين، وسجنه بقلعة دمشق.


(١) ولم يل: ولم يلى.
(٢) هؤلاء: هذه.