للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى رجب، أوله الخميس، فيه، فى رابعه، أعيد ابن التبانى إلى الوكالة، والكسوة، وصرف ابن البرجى. - وفيه، فى ثانى عشره، قبض على الأمير أزبك الرمضانى، وسفّر إلى الإسكندرية، فسجن بها.

وفيه، فى ليلة الثلاثاء ثامن عشرينه، مات الخليفة المتوكّل على الله أبو عبد الله محمد بن المعتضد بالله أبى بكر بن المستكفى بالله أبى الربيع سليمان بن الحاكم بأمر الله أبى العبّاس أحمد، بويع بالخلافة بعهد من أبيه فى سابع جمادى (١) الآخرة، سنة ثلاث وستين وسبعمائة؛ وخلعه الأمير أينبك البدرى، بزكريا بن إبراهيم، فى ثالث عشرين صفر، سنة تسع وسبعين، ثم أعيد فى عشرين ربيع الأول منها.

وقبض عليه الظاهر برقوق فى أول رجب، سنة خمس وثمانين، وقيّده وسجنه بالبرج، الذى بالقلعة، وأقام به سبع سنين، وهو بالقيد، حتى ذاب لحم ساقيه؛ فلما كانت فتنة منطاش، ويلبغا الناصرى، وقامت على برقوق الدائرة فى البلاد الشامية، بسببه، فأفرج عنه وأخرجه من البرج، وفكّ قيده، فى أول جمادى (١) الأولى، سنة إحدى وتسعين، وولاّه الخلافة.

واستمرّ فى هذه الولاية إلى أن مات، فكانت مدّة خلافته بالديار المصرية، أولا، وثانيا، وثالثا، نحو خمسة وأربعين سنة، وقاسى (٢) شدائد ومحنا.

ومات على فراشه، ليلة الثلاثاء ثامن عشرين رجب، وعرض عليه الاستقلال بالأمر مرّتين، فأبى، وأثرى كثيرا؛ ودفن عند أقاربه، بجوار السيدة نفيسة، .

وجاءه من صلبه نحو من مائة ولد، ما بين ذكور، وإناث، ومسقوط؛ وخلف من الأولاد عشرة منها سبعة ذكور، وثلاث (٣) إناث.

فولى الخلافة من الذكور خمسة، وهم: أبو الفضل العبّاس، وداود، وسليمان،


(١) جمادى: جمدى.
(٢) وقاسى: وقاسا.
(٣) وثلاث: وثلثه.