للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه، فى حادى عشرينه (١)، توجّه الطواشى الأمير شاهين الحسنى، لالا السلطان، فى عشرة سروج، لإحضار الأمير شيخ المحمودى، نائب الشام، والأمير جكم، وقد ورد كتاب الأمير شيخ قبل ذلك بعشرين يوما، وكتاب الأمير جكم بعد كتاب الأمير شيخ بعشرة أيام، يخبران (٢) بأنّهما حاربا الأمير نوروز وهزماه، وأنّه لحق بطرابلس، ودخلا إلى دمشق، فولّى الأمير شيخ قضاء دمشق شهاب الدين أحمد ابن الحسبانى الشافعى، فى ثانيه.

وفيه، فى سابعه، خرج الأمير جكم من دمشق فى جماعة، يريد محاربة الأمير نوروز، وقد ورد الخبر بنزوله على بحرة حمص؛ ثم تلاه الأمير شيخ بجماعته، فبلغ ذلك نوروز، فسار فى عشيّة الأربعاء ثامن عشره إلى حماة، ونزل شيخ وجكم حمص، إلى يوم الثلاثاء رابع عشرينه، ثم سار إلى طرابلس، وقد نزل نائبها بأغماز (٣)، ففرّ عنه من معه، ومضى يريد حماة، فدخل شيخ وجكم طرابلس، يوم الخميس سادس عشرينه، فنزل جكم بدار النيابة، فلما بلغ علان، نائب حلب، نزول نوروز، وبكتمر، نائب طرابلس، على حماة، سار الأمير نوروز، وأقام معه بعسكره وجماعة من التركمان.

وفى جمادى الآخرة، أوله الثلاثاء، فيه مرض السلطان الملك المنصور، الذى تسلطن، وأرجفت القاهرة بموته، فأقام مريضا أياما، ثم شفى.

وفيه دخل السعدى بن غراب، إلى بيت الأمير يشبك الشعبانى، فخلا به، وشكى له من الأتابكى بيبرس، وتمنّى (٤) عود الملك الناصر فرج، وكان يشبك من عصبته، فقال له ابن غراب: «لا تهتمّ يا أمير يشبك، فإنّ الملك الناصر عندى فى البيت»، فقام إليه الأمير يشبك، وقبّل رأسه، واتّفقا على ما يكون.


(١) حادى عشرينه: كذا فى الأصل، ويلاحظ أنه يوجد بعض اضطراب، وعدم تسلسل، فى التواريخ المذكورة فيما يلى من أخبار شهر جمادى الأولى.
(٢) يخبران: يخبرا.
(٣) بأغماز: كذا فى الأصل، ولعله يعنى: بأعناز، وهو اسم لمكان.
(٤) وتمنى: وتمنا.