للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على ألف فارس أخرى، فنزلوا سبتة؛ وجهّز أبو عبد الله محمد بن أبى الحجّاج يوسف، صاحب غرناطة، أسطوله إلى جبل الفتح، فلقيهم أسطول الطاغيه بالوفاق (١)، يوم الجمعة سادس عشره، وقاتلهم، وقد اجتمع أهل فاس، وأهل غرناطة، فكانت النصرة للفرنج، ولم ينج من المسلمين إلا القليل، وغنم الفرنج المراكب كلها، بما فيها ومن فيها، فكانت مصيبة عظيمة، تكالب فيها الفرنج على المسلمين، وقوى طمعهم فيهم.

وفى ربيع الآخر، أوله الجمعة، فيه بلغ الأردب القمح إلى مائتى (٢) وستين درهما؛ ولحم الضأن إلى عشرة دراهم الرطل؛ ولحم البقر إلى خمسة ونصف. - وفيه انتهت زيادة ماء النيل إلى تسع عشرة ذراعا سوى، وعزّت الأبقار، وطلبت لأجل حرث الأراضى، فأبيع ثور بثمانية آلاف درهم.

وفيه، فى آخر نهار الأربعاء ثامن عشره، أفرج عن فتح الله، كاتب السرّ، على أن يحمل خمسمائة ألف درهم فلوسا، عنها ثلاثة آلاف وثلثماية وثلاثة وثلاثون مثقالا ذهبا وثلث مثقال.

وفيه توجّه الأمير نوروز، نائب الشام، من دمشق إلى الصبيبة، لقتال الأمير شيخ.

وفى جمادى الأولى (٣)، أوله الأحد، فيه بلغ رطل لحم الضأن إلى اثنى عشر درهما؛ ولحم البقر إلى ستة دراهم؛ والأردب القمح إلى مائة وثمانين؛ وبلغت الفضّة الكاملية إلى أربعمائة وسبعين درهما فلوسا، كل مائة درهم منها؛ وبلغ القنطار الزيت إلى ستمائة وعشرين؛ وبيع فى السوق، بحراج حراج (٤)، ثمانية أطيار من الدجاج، بستمائة درهم؛ وبيع زوج أوز بستمائة درهم، فوقف فيه اللحم، بعد سمطه، كل رطل بخمسة وأربعين درهما.

وفيه فشت الأمراض الحادة فى الناس بالقاهرة، ومصر؛ وشنع موت الأبقار، فبلغ لحم الضأن فيه إلى خمسة عشر درهما الرطل؛ وبيعت ثلاث رمّانات بستين درهما؛ والرطل الكمثرى بعشرين درهما؛ وغلت الأسعار بغزّة أيضا، فبيع القدح القمح بسبعة دراهم؛ والقدح الشعير بخمسة؛ والقدح العدس بعشرة؛ وبيع فى القاهرة بطيخة بمائة وستين درهما، بعد درهم؛ والرطل من لعاب السفرجل بمائة وثلاثين، من كثرة طلبه للمرضى.


(١) بالوفاق: كذا فى الأصل، ويعنى بالصدقة.
(٢) مائتى: كذا فى الأصل.
(٣) الأولى: الأول.
(٤) بحراج حراج، يعنى بالمزاد.