للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما تسلطن المنصور، صار الأتابكى بيبرس صاحب الحلّ والعقد، واجتمعت فيه الكلمة، وكذلك السعدى بن غراب؛ وكان الملك الناصر مختفى (١) عنده، فصار يضرب الشقّة بوجهين.

وفيه بلغ المثقال الذهب إلى مائة وخمسين، والإفرنتى إلى مائة وثلاثين، فنودى فى سابع عشرينه، أنّ المثقال بمائة وأربعين، والإفرنتى بمائة وعشرين، من أجل أنّه توقّف الذهب من قلّة الفلوس، وذلك أنّها صارت رخيصة، وكل قنطار منها بستمائة، عنها أربعة مثاقيل من الذهب، ومع ذلك يباع النحاس الأحمر، الذى لم يضرب، بألفى درهم، عنها ثلاثة عشر مثقالا وثلث، فظنّ التجّار بإخراج الفلوس، حتى اتّضع الذهب، وكثر فى الأيدى، وزهد الباعة فى أخذه، فتوقّفت الأحوال بسبب هذا، حتى نودى عليه فمشت الأحوال.

وفيه أبيع الأردب القمح بمائتين وعشرين؛ والشعير، والفول بمائة وعشرين؛ وبلغ الأرز إلى ستة عشر درهما القدح؛ وأبيع الباذنجان كل واحدة بنصف درهم؛ والرطل اللحم الضأن بثمانية دراهم، ولحم البقر بخمسة دراهم الرطل؛ وبيع رأسان من البقر، بعد النداء عليهما بحرج حراج (٢) فى السوق، باثنى عشر ألف درهم؛ وبلغ الأردب من زريعة الجزر إلى خمسمائة درهم؛ والقدح من بزر الفجل إلى مائة وخمسين درهما؛ والقدح من بزر اللفت إلى ثمانين درهما؛ والرطل من لحم الجمل بثلاثة دراهم ونصف، بعد خمسة أرطال بدرهم.

وفيه كانت وقعة (٣) بين المسلمين والفرنج بالأندلس، وذلك أنّ مدّة الصلح بين المسلمين بغرناطة، وبين الطاغية، صاحب قشتالة، لما انقضت، أبى الطاغية من الصلح؛ فبعث السلطان أبو سعيد عثمان (٤)، صاحب فاس، عشرين غرابا، أوسقها بالعدد والزاد، وجهّز ثلاثة آلاف فارس، وقدّم عليهم القائد مادح؛ وجعل الشيخ عمر بن زيان الوطاسى،


(١) مختفى: كذا فى الأصل.
(٢) بحراج حراج: يعنى بالمزايدة.
(٣) وقعة: كذا فى الأصل.
(٤) عثمان: عثمن.