للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آلاف فارس، وأربعمائة تركمانى من أصحاب قرا يوسف، فاقتتل الفريقان قتالا شديدا، من بعد عشاء الآخرة إلى بعد نصف الليل، جرح فيه (١) جماعة، وقتل الأمير صرق، صبرا (٢)، بين يدى الأمير شيخ، لأنّه ولى نيابة الشام من السلطان.

وكان السلطان لما خرج من القاهرة، فى موكب عظيم، ومعه الخليفة المتوكّل على الله، والقضاة الأربعة، وسائر الأمراء، بسبب قتال شيخ، وجكم، فلما رحل من الريدانية، مرض فى أثناء الطريق.

وركب السلطان، ومعه الأمير سودون الطيار، وسودون الأشقر، هجنا، وساقوا على البرّ تحت غلس الليل، يريدون القلعة، وتفرّقت العساكر، وتركوا أثقالهم، وسائر أموالهم، فغنمها الشاميّون؛ ووقع فى قبضتهم الخليفة، وقضاة مصر، ونحو من ثلثماية مملوك، والأمير شاهين الأفرم، والأمير خير بك، نائب غزّة.

وقدم المنهزمون إلى القاهرة، فى يوم الخميس ثالث عشره، ولم يحضر السلطان، ولا الأمراء الكبار، فكثر الإرجاف، وأقيم العزاء فى بعض الدور، وماج الناس، وكثر النهب، حتى وصل السلطان قريب العصر، ومعه الأمراء، إلا الأمير آقباى، وقد قاسى من العطش والتعب ما لا يوصف، فاستعدّ، وجمع إليه عساكره.

وفيه، فى يوم السبت، سلّم الأمير يلبغا السالمى، إلى الأمير جمال الدين، الأستادار، فرسم أن يعاقب السالمى بالضرب المبرح. - وفيه، فى يوم الاثنين سابع عشره، حمله مقيّدا إلى الإسكندرية، فسجن بها.

وفيه زحفت عساكر الشاميّين [من الريدانية] (٣)، وقد نزلوا بها من أمسه، وكثر اضطراب الناس بالقاهرة، وغلقت أبوابها ودروبها، وتعطّلت الأسواق، وعزّ وجود الماء، ووصلت العساكر قريبا من دار الضيافة، تحت القلعة، فقاتلهم المماليك السلطانية، من بكرة النهار إلى بعد الظهر.


(١) فيه: فيها.
(٢) صبرا: طبرا.
(٣) [من الريدانية]: تنقص فى الأصل، وسياق الكلام واضح.