للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأقبل عدّة من الأمراء إلى جهة السلطان، طائعين له، منهم: أسن بيه، أمير ميسرة الشام، والأمير يلبغا الناصرى، والأمير سودون اليوسفى، وأينال حطب، وجمق؛ ففتّ ذلك فى أعضاد من بقى، وعاد طائفة منهم، وحملوا خفّهم، وأفرجوا عن الخليفة المتوكّل، والقضاة، وغيرهم.

وتسلّل الأمير قطلوبغا الكركى، والأمير يشبك، الدوادار، والأمير تمراز الناصرى، وجركس المصارع، فى جماعة، واختفوا بالقاهرة وظواهرها.

فولّى حينئذ الأمير شيخ المحمودى، نائب الشام، والأمير جكم، وقرا يوسف، وطولو، فى طائفة يسيرة وقصدوا الشام، فلم يتبعهم أحد من عسكر السلطان، ونادى السلطان بالأمان؛ وأصبح فقيّد من استأمن إليه من الأمراء، وبعثهم إلى الإسكندرية، فسجنوا بها.

وانجلت هذه الفتنة عن إتلاف (١) مال العسكرين، فذهب فيها من الخيل، والبغال، والجمال، والسلاح، والثياب، والآلات، ما لا يدخل تحت حصر.

وفيه، فى تاسع عشره، قبض على الصاحب تاج الدين بن البقرى. وعاقبه الأمير جمال الدين؛ واستقرّ عوضه فى الوزارة فخر الدين ماجد بن غراب؛ وكان أخوه سعد الدين قد ترامى، عند فراره من عسكر الشاميّين، على الأمير أينال بيه، فجمع بينه وبين السلطان ليلا، ووعده بستّين ألف دينار؛ فأصبح يوم الأربعاء تاسع عشره، وصعد إلى القلعة، فخلع عليه السلطان، وجعله مشيرا، وأخاه وزيرا.

وفيه، فى ثلث عشرينه، خلع السلطان على الأمير نوروز، واستقرّ فى نيابة الشام؛ وخلع على الأمير بكتمر، واستقرّ فى نيابة صفد؛ وخلع على الأمير سلامش، حاجب غزّة، واستقرّ فى نيابتها. - ونودى بعرض أجناد الشام.

وفيه، فى ثانى عشرينه، مرض السلطان بحمى حادّة، قيل إنّها دوسنطاريا، وكثر رميه للدم، واستمرّ به بقيّة الشهر، وأرجف بموته، فأخرج فرسا من الاصطبل، وباعها بمائتى ألف درهم، وتصدّق بثمنها على الفقراء، ثم شفى بعد ذلك،


(١) إتلاف: تلاف.